- نقل تجربتي إلى الجزائر.. حلم في انتظار أن يتحقق- اللعب بألوان فرنسا كان اختيارا رياضيا سببه التهميشالنجاح في تحدي إعاقته، سمح للمنتخب الفرنسي بفتح أبوابه لتطوير مواهبه وهو ما جعل منه بطلا في العالم.. إنه الشاب الجزائري، فاتح سباق، فمشوار البطل الفرنكوجزائري كان حافلا ومشرفا على بساط الكارتي لذوي الاحتياجات الخاصة عندما نافس أبطال أوروبا، ليكون نائبا بطل العالم في الكاتا وصاحب لقب كأس فرنسا خلال السنة الماضية غير ان الوقوف على منصات التتويج لم يكن سقف طموحاته عندما اقتحم التدريب والتحكيم، ليكون أول حكم ومدرب يقود منازلة الأصحاء، فاتح سباق، البطل الفرنسي الذي لم يتنكر يوما لأصوله الجزائرية، فرغم إدارة ظهر المسيّرين لموهبته، مازال همه الوحيد نقل تجربته الطويلة لتكوين مواهب شابة تمثل الجزائر.بداية، هلاّ عرفت لجمهور الكارتي أكثر بفاتح سباق؟فاتح سباق من مواليد 28-09-1978 بالجزائر العاصمة وبكل اختصار وتواضع، موهوب ومولع بالفنون القتالية وبطل للجزائر، تحدى الإعاقة وصنع اسما رياضيا له بفرنسا بفضل عزمه وطموحه وقوة إرادته.كيف كانت بدايتك في الكراتي؟منذ صغري، كنت متحمسا وشغوفا بفنون الدفاع عن النفس وفنون القتال، وفي سن الثامنة، بدأت ممارسة الكاراتي TRBB سنة 1988 بباب الوادي وبعدها بأولاد موسى والرويبة وبدأت أطور هواياتي بتقنيات فنون القتال، وفي سن ال12، حصلت على الحزام الأسود 1 دان.وكيف كانت أولى مشاركاتك في البطولات؟شاركت في العديد من البطولات كاتا والكوميتيه الفردي والجماعي مع نتائج ممتازة في كل مسابقة وكنت أحصل دائما على أفضل النتائج، وشاركت في عدة بطولات الكاتا والكوميتي، وفي البطولات الفردية وفي الفرق وحصلت على أفضل النتائج في كل مشاركة، وفي سنة 1997، احتللت المركز الرابع في بطولة الجزائر حسب الفرق في الكاتا وتم اختياري للمنتخب الوطني.باعتبارك تنتمي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، هل أثّر ذلك على مهامك؟ وهل كان له تأثير على شهرتك؟خلال نفس السنة التي توجت بها كبطل للجزائر، وجدت نفسي على كرسي متحرك، مشلول ومنهار كليا، إذ أصبت بشلل في الطرف السفلي ودمرت كل أحلامي في الكاراتي وأغلقت جميع الأبواب في وجهي وأصبت بإحباط تام بتفكيري أنني عاجز عن أداء الكاراتي مرة أخرى.وكيف كان اختيارك لفرنسا هل بمحض الإرادة أم عن طريق الصدفة؟اللعب بألوان فرنسا كان اختيارا رياضيا دفعني إليه تهميش وإهمال المواهب التي دفنت أحلامها تحت التسيير العشوائي للرياضة الجزائرية، ففي سنة 2000، اتصل بي أحد أعضاء جمعية المعوقين بفرنسا ليعرفني على شخص يقدم دروسا في الكراتي للأشخاص المعوقين، وبداية من هذه اللحظة، ممارستي للكراتي بدأت من جديد واسترجعت ثقتي بنفسي وأصبحت أمارس الكاراتي من جديد.أصبحت، وبفضل موهبتك الشابة، مدربا للرياضيين في الكراتي للأصحاء بفرنسا، متى ذلك وكيف؟التدريب المتواصل وعودتي لممارسة الكاراتي دفعتني لتحقيق أحلامي التي خلت انها ضاعت، إضافة الى هذا، اكتشفت أشياء لم أكن أتخيلها أثناء ممارسة الكراتي على الكرسي المتحرك، حيث جعلتني هذه الأخيرة أتقدم فيزيائيا وعقليا وقد عوضت من خلال هذا ساعات إعادة التأهيل الخاصة بي التي أمارسها 3 مرات بالأسبوع لمدة 3 سنوات، بفن كامل، وكنت أقوم في البداية بتدريب الأطفال من 8 إلى 12 سنة والكراتي جعلني أتمكن من ان أحرك كل جسمي بتقنيات بسيطة، كالأشخاص العاديين، كما مكنني هذا من التنفس والتحكم في آلامي العصبية التي عشتها، وفعلا اكتشفت انه بالتركيز على تقنيات التنفس، وصلت لمقاومة الآلام وفي بعض الاحيان أنساها، وهذه التقنية مكنتني من تقليص حجم الأدوية التي أتناولها والشعور بأنني أحسن بكثير من الناحية الذهنية، واحترام الآخرين لي يشكل لي عنصرا مهما ويعطيني دفعا قويا أيضا، ؤضافة الى ان أكون هادئا في الحياة، والوصول الى تجاوز فكرة ان وجودي في كرسي متحرك هو عقاب من الله، وتحولت نحو التفكير في تحقيق أحلامي، لأنه بالتحفيز نستطيع نقل الجبال من مكانها، والتمتع بما هو ممكن، لأنه في كثير من الاحيان تكون الإعاقة في الرأس وليس في الركب، إذ أحاول دائما التوجه نحو طريق جسم صحي وروح هادئة.باعتبارك شاب من أصول جزائرية، هل تحلم أن تنقل تجربتك إلى الجزائر؟نعم، بعدما حققته بفرنسا كمدرب ناجح في الكاراتي لذوي الإعاقة وكحكم وطني في الكاراتي واكتسابي لمهارات عالية في التدريب بمجال الفنون القتالية، أرغب بنقل تجربتي إلى وطني الجزائر وتدريب فريق الكاراتي لذوي الإعاقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/03/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ليندة ي
المصدر : www.alseyassi.com