في الوقت الذي شهدت فيه عشرات البنايات القديمة التي تعود للحقبة الاستعمارية بوسط المدينة إلى عمليات الترميم المتواصلة منذ سنوات من اجل الحفاظ على معالم الأثرية وحمايتها من الزوال اهتدى المسؤولون المحليون إلى سياسة البريكولاج للتخلص من مظاهر التأخر إن لم التخلف بحي سيدي الهواري العتيق الذي لم يحظ منذ الشروع في أشغال ترميم البنايات القديمة سوى بترميم بنايتين فقط رغم تضرر العديد من العمارات التي يغلبها الطابع الكولونيالي القديم وتعتبر شواهد على تعاقب الحضارات بوهران حيث لم يكن سكان الحي وحتى الغيورين على تاريخ المدينة يتوقعون تلبيس العمارات القديمة بساحة كليبر في قلب الحي العتيق برسومات على شكل مباني وشرفات من القماش من اجل استقبال الوفود الأجنبية التي زارت أمس عاصمة الغرب الجزائري بمناسبة تنظيم مراسيم تطويب الرهبان و استقبال وفد ايطالي أيضا في ديكور مزيف يخفي معالم وهران الحقيقية و بنايات حي سيدي الهواري الآيلة للسقوط والتي لم تدرج في عمليات الترميم السابقة للعمارات بكل من شارعي العربي بن مهيدي ومحمد خميستي في الوقت يفترض فيه وضع أقدم حي بوهران و بوابة الاستعمار الفرنسي الذي يضم اهم المعالم التاريخية والسياحية للمدينة ضمن الاولويات لتفادي اسلوب الترقيع و التلبيس لإخفاء الوجه الحقيقي لهذه المنطقة واستقبال ضيوف الباهية في أسوأ حلة لقيت انتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أعاب سكان المدينة على سياسة التغيير إلى تشويه صورة الحي المعروف بطابعه العمراني القديم ومعالمه التاريخية والأثرية التي لا تزال تنتظر نصيبها من الترميم ورد الاعتبار على شاكلة مشروع تهيئة قصر الباي المعلق إلى حين و مسجد الباشا الذي يرواح مكانه منذ سنوات قبل أن يغطى بصورة مزيفة للاخفاء معالمه ولعل خرجة المسؤولين البديلة عن الترميم من خلال وضع حلة جاهزة لتجميل الحي مؤقتا وطمس عيوبه أثارت استغراب الوهرانيين الذين تفاعلوا سلبيا مع صور ماكياج المزيف الذي سيزول سريعا كما أعاب ممثلي المجتمع المدني بمنودبية سيدي الهواري على هذا الديكور الذي يخفي الحقيقة الكارثية للبنايات القديمة في الوقت الذي اعتبرت فيه جمعيات الحي أن التظاهرات التي احتضنتها وهران نهاية الاسبوع اعطت مكاسب للحي من خلال تهيئة الطرق الأرصفة الاحدائق أما الحلة الجديدة للبنايات هي بادرة لانجاز مخطط الترميم ورد الاعتبار للمعالم واجهات العمارات بالحي العتيق ت ر
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/12/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ت روحية
المصدر : www.eldjoumhouria.dz