الجزائر

البحر «يبتلع» 20 «حراڤ» في سواحل وهران!



9 ناجين منهم أطفال تم إنقاذهم من طرف باخرة ليبيرية قبل تسليمهم لحرس السواحل في تنسأحد الناجين: «شاهدت رفاقي يموتون غرقا أمامي وساهمت في إنقاذ 3 أطفال من الهلاك»
منظم رحلات محتال يتسبب في غرق 20 «حراڤ» من وهران
فاجعة اهتزت لها مدينة وهران إثر تعرض قارب «حراڤة» للانقلاب وفقدان 20 شخصا، من بينهم سيدتان حاملان، بعدما انطلقوا يوم الثلاثاء الماضي، من شاطئ مداغ في رحلة إبحار سري لبلوغ الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط انتهت بمأساة حقيقية بعد اختفاء 20 «حراڤ»، باتوا في عداد المفقودين الميؤوس من العثور عليهم، وإنقاذ 9 آخرين بسواحل تنس التابعة لولاية الشلف، أين يتم التكفل بهم في المستشفى.
الواقعة التي تعود إلى يوم الخميس، جرت عندما تم الإبلاغ عن إنقاذ باخرة ليبيرية ل 9 «حراڤة»، من بينهم رضيعان وطفل يبلغ من العمر 11 سنة بسواحل تنس، كانوا على متن زورق مطاطي، حسب اعترافات أحد الناجين، وهو شاب من حي الطورو بوهران، الذي أفاد بأنه شاهد عددا من رفاقه يموتون غرقا.
واستنادا إلى شهادة الناجي المدعو «بعويدة»، فإن الزورق المطاطي الذي كان يقل 29 «حراڤ» تتراوح أعمارهم بين 21 و29 سنة، باستثناء 4 أطفال وسيدتين، قد انطلق من شاطئ مداغ بوهران، قبل أن يتعرض القارب على بعد أميال بحرية لعطب بسبب إقدام منظم الرحلة على الاحتيال عليهم كون القارب المطاطي كان به ثقب تم إخفاؤه بقطعة جلدية تم إلصاقها به، قبل تمزقه وتعرضه للغرق.
وهناك يقول «الحراڤ» الناجي، بقي برفقة من معه من «الحراڤة» الناجين حوالي 48 ساعة بعرض البحر، مما تسبب لهم في حروق بفعل ملوحة البحر والبنزين المختلط بالمياه، قبل أن يلمحوا مرور سفينة تجارية ليبيرية قامت لحسن حظهم بإجلاء الناجين منهم، قبل تسليمهم لوحدات حرس السواحل ومصالح الحماية المدنية المدعمة بغواصين للبحث عن «الحراڤة» الآخرين.
وحصرت عائلة شقيق أحد «الحراڤة» العشرين المفقودين، المدعو «هواري»، القاطنين بحي سانت أوجان، أسباب إقدامه على الإبحار السري إلى الضيق وأزمة السكن التي تعاني منها أغلب العائلات الوهرانية، خصوصا بالأحياء الشعبية. وحسب تصريح شقيق «هواري»، فإنهم يعيشون في مسكن متكون من غرفة واحدة ينام فيها 4 شباب مع والدتهم.
وهي نفس تصريحات أب مقهور الذي قال بصريح العبارة «الضيق هو من قتل ابني وزوجته وحفيدتي»، محمّلا المسؤولين المحليين سبب ذلك بعد إقصائهم من السكن الاجتماعي وتشريدهم إثر هدم مسكنهم القديم.
فيما أكد صديق أحد الناجين أن سيدة كانت ضمن «الحراڤة» العشرين الذين تم إنقاذ 9 منهم بسواحل تنس في الشلف، أوصت الناجي «يوسف» المدعو «بعويدة» على ابنتها ذات العامين قبل وفاتها غرقا برفقة زوجها وابنها، وهو الناجي الذي طالب أصدقاؤه وجيرانه بإطلاق سراحه بعد إنقاذه لأربعة أطفال لم يتخل عنهم.
علما أن العشرات من عائلات «الحراڤة» تجمعوا، زوال أمس، أمام ميناء وهران لمطالبة السلطات المعنية بالخروج للبحث عن أبنائهم وتسليمهم جثثهم لتشييعهم إلى مثواهم الأخير، بعد تأكد غرقهم استنادا لاعترافات ناجين ممن تم إنقاذهم من طرف الباخرة الليبيرية بسواحل تنس في الشلف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)