الايدز

شدد خبراء من المنظمات الدولية والجهوية يوم الأحد بالقاهرة على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال مكافحة فيروس فقدان المناعة المكتسبة (الأيدز) الذي يشهد إرتفاعا مستمرا بالمنطقة, خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة لهذه الإصابة.وفي هذا الصدد, دعا المدير التنفيذي للشبكة الإقليمية العربية للعمل ضد الأيدز, الأستاذ جولدا عيد, خلال الورشة التدريبية للإعلاميين الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, والتي تشارك فيها الجزائر, إلى "بذل مزيد من الجهود للتحكم في الإصابة التي أضحت تهدد المنطقة أكثر من أي وقت مضى". وأشار بالمناسبة إلى الإضطرابات السياسية والصراع في هذه المنطقة والتي أجبرت ملايين الأشخاص على النزوح, سواء كان ذلك داخل بلدانهم أو خارجها,مما جعل بلدانها تأتي في مقدمة مناطق العالم في مجال نسبة الإصابة, واصفا هذه الأزمة التي تتخبط فيها ب"أسوأ الأزمات التي ضربت المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية".وقد تسببت هذه الأزمة في انقطاع الخدمات وانهيار المرافق الصحية وازدياد حدة التعرض للعنف الجنسي وانعدام الأمن الغذائي والإسكان, بالإضافة إلى الإتجار بالبشر وغيرها من إنتهاكات حقوق الإنسان وما ترتب عن ذلك من آثار سلبية. وتأتي مسألة التمويل حسب ما أشارت إليه مديرة برنامج المم المتحدة لمكافحة السيدا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الدكتورة يمينة شقار في "مقدمة الصعوبات التي تواجه عملية مكافحة الفيروس, خاصة بالنسبة للبلدان ذات الدخل الضعيف والمتوسط حيث يصل العجز في هذا المجال إلى نسبة 90 بالمائة".وشكلت محدودية توفير خدمات الفحص بالمنطقة مثلما أضافت "تأثيرا كبيرا على تدني حالة المتعايشين مع الفيروس والتي بلغت نسبة 37 بالمائة في عام 2015". وأضافت نفس المتحدثة أن نسبة المتلقين للعلاج بهذه المنطقة لم تتعد 17 بالمائة, معتبرة إياها "أقل بكثير من المتوسط العالمي". وبالرغم من هذه التحديات, فقد أحرزت المنطقة تقول المسؤولة الأممية"خطوات إستراتيجية ناحجة من أجل تسريع وتيرة مكافحة الوباء وتغيير مساره من خلال شراكة قوية مع جامعة الدول العربية لتنفيذ الإستراتيجية العربية لمكافحة الفيروس التي اقرها مجلس وزراء الصحة العرب في سنة 2014".وتسعى جامعة الدول العربية من خلال تنظيم الورشة التدريبية لإعلاميي المنطقة الى "تطبيق هذه الإستراتيجية وما رافقها من توصيات لاجتماعات وزراء الصحة العرب والإعلان السياسي الصادر عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأيدز لسنة 2016 القاضي بالتدخل السريع لتحقيق الأهداف المسطرة".