الانقسامات داخل النخب والأحزاب تمنع التغيير على طريقة الثورات العربية أساتذة يدعون لتسريع الإصلاحات ويحذرون من تغيّر الموقف الدولي من الجزائر

أجمع الأساتذة المشاركون في الندوة التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية، على ضرورة إسراع الجزائر في إحداث إصلاحات جذرية تنطوي على أبعاد استراتيجية تواكب المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة وتتفاعل مع متطلبات التغيير الداخلية، مؤكدين على أنه كلما حدثت الأمور في وقت مبكر كان ذلك أنجع ويحقق الأمن والاستقرار. حرص المختص في علم الاجتماع، الأستاذ ناصر جابي، في مداخلته خلال الندوة التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية تحت عنوان “إعادة هندسة السياسة في الجزائر”، على الإشارة إلى أن العالم في اضطراب، والمتغيرات الدولية والإقليمية التي تؤثر على الجزائر اجتماعيا وسياسيا تحدث بسرعة رهيبة، وأصبح فهم منهجية التغيير وإدارة دفته أحد أهم أدوار القيادات اليوم، منبها إلى عدم الاقتصار على إعادة تصميم الهياكل والأنظمة لتتوافق مع واقع التغيير، ودعا إلى إحداث التغيير في العمق السوسيولوجي للمجتمع وتحقيق نوع من التوافق، عبر حراك سياسي سريع وهادئ، مستبعدا أن يحدث التغيير في الجزائر على طريقة نماذج ثورات الربيع العربي لاختلاف المعطيات، لأن النخب والتنظيمات السياسية والجمعوية في الجزائر تعرف انقسامات متواصلة، بالإضافة إلى ضعف شبكة التواصل الاجتماعي، مضيفا أن الخطر يكمن في تغير الموقف الدولي تجاه الجزائر إذا ما تغيرت المعطيات، الأمر الذي يستدعي تسريع وتيرة الإصلاحات والتغيير الشامل كعناصر فاعلة وليس كأدوات منفعلة. من جهته، تناول الأستاذ وليد العقون، الموضوع من وجهة نظر قانونية، حيث ركز على أن التغيير الفعال والسريع ينبغي أن يرتكز على تعزيز ما أسماه “العدالة الدستورية”، مشيرا إلى أن القوانين الدستورية غير مطبقة في الجزائر على كل المستويات، وأن المشكل ليس في الدستور في حد ذاته، و قال إن البلاد عرفت في مرحلة قصيرة لا تتعدى 50 سنة أربعة دساتير، وفترتين علق خلالهما العمل بالدستور، 1965 - 1967 و1989 - 1996، لكن الأمور لم تتوقف، متسائلا عن الغرض من تعديل الدستور في هذا الظرف بالذات.حنيف رشاد