الجزائر

الانتفاضة الشعبية تهزّ أركان النظام التونسي إقالة وزير وتدخل الجيش وعددالقتلى في تزايد



أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، أمس، وزير الداخلية وأعلن عن إطلاق سراح جميع المعتقلين الموقوفين خلال المظاهرات وعن تشكيل لجنة تحقيق في قضايا الفساد الذي ندد به المتظاهرون.
 أعلن الوزير الأول، محمد الغنوشي، في ندوة صحفية عقدها أمس، عن إقالة وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم واستخلافه بأحمد فريعة، وعن الإفراج عن جميع المعتقلين.
كما أعلن التلفزيون التونسي الرسمي عن عقد جلسة طارئة للبرلمان بغرفتيه لدراسة الوضع. فيما شوهدت وحدات الجيش في شوارع العاصمة التونسية لأول مرة بالتزامن  مع الإضراب العام الذي دعت إليه النقابات والمعارضة، والذي شل الحركة، وسط تضارب الأرقام حول عدد القتلى، بين 21 و50 حسب الأرقام الرسمية، وأرقام المعارضة. وامتدت نهار أمس الاحتجاجات إلى محافظات القصرين وصفاقس وقابس ووقعت أولى الاشتباكات في العاصمة صباحا.
وكشفت مصادر إعلامية عن تنقل حرم الرئيس ليلي بن علي مع بناتها إلى الإمارات العربية المتحدة بحثا عن مكان آمن، ريثما تمر العاصفة، وأنها حاولت ملاقاة هيلاري كلينتون المتواجدة بالمنطقة لشرح الوضع من وجهة نظر قرطاج.
 ويدور الحديث في الشارع التونسي، في العاصمة، عن إقالة رئيس أركان الجيش الذي يكون قد رفض استعمال الرصاص ضد المحتجين، فيما قال شهود عيان إن الشرطة أطلقت النار أمس على المتظاهرين في العاصمة تونس، سقط إثرها 5 أشخاص ليرتفع عدد إلى القتلى إلى ,55 حسب مصادر المعارضة.
وهو ما يؤكد عمق الأزمة التي يتخبط فيها النظام التونسي الذي لم يكن يتصوّر أبدا أن المواطن التونسي قد يتحرك يوما ليقول له بصوت مرتفع ''كفاية''. وكانت المفاجأة مرعبة للشلة الحاكمة. وقد قال التونسيون إنهم تجاوزوا حاجز الخوف الذي فرضه عليهم بن علي بآلة القمع الرهيبة.
إلا أن بعض الأصوات لم تنتظر الانتفاضة الشعبية للتعبير عن رفض سياسة العصا الغليظة، منهم الزميل بن بريك الذي قاوم بمفرده آلة القمع والاستفزاز، وجميع أولائك الحقوقيين والمناضلين الأشراف الذين قاوموا بعيدا عن الأضواء الكاشفة.
اليوم بدأت الفجوة في أسمنت ذلك النظام  تتسع، وقد كان بن علي، في الأمس القريب، مثالا يقتدى به في قمع الحريات بمهارة، فأضحي قبلة العرب الذين يأتون لأخذ وصفة لكسر شوكة المعارضة.
فسكتت الأصوات التي تتغنى بالحرية، مساء صباح، وتلقن دروسا للضعفاء وغيرت الحديث حين سقطت الأرواح البريئة في الشارع التونسي في وضح النهار.
بن علي خائف ولا يعرف كيف يتصرف وقد أتقن سياسة الحديد والنار وفشل في إخماد النار.     


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)