الجزائر

الافتتاحية :هل هان عليكم أمر الدولة؟



عود على بدء.. والحديث عن المحليات لا ينتهي ومن أخطر ما جرى في بعض الولايات أن يشرف أقارب وأصهار مسؤولين في أحزاب كبيرة بين قوسين على إعداد قوائم الترشيحات للبلديات في بيوتهم وفي مقصورات أصهارهم، بل إن بعض القوائم تم إعدادها في مقهى والصفة الوحيدة التي تؤهلك لأن تقوم بهذا الدور هو علاقة المصاهرة مع عضو قيادي في حزب كبير بين قوسين..
هل هان عليكم أمر الدولة ومؤسساتها إلى هذه الدرجة التي يعربد فيها أشباه السياسيين بقوائم لمرشحين مؤهّلهم الوحيد هو السجل التجاري والمال دون الكفاءة والقدرة على التسيير وحسن السلوك والأخلاق؟
ما حدث لقوائم الترشيحات حسب الأصداء القوية القادمة من عدة ولايات تجاوز ما كانت تفعله ليلى بن علي وإخوتها بتونس وشعبها، وتجاوز ما كانت تفعله سوزان مبارك بالمصريين على مدار العقود الثلاثة الماضية.
من المؤسف أن تتحوّل عملية إعداد قوائم الترشيحات إلى تعينات، أي أن من يترشح في ترتيب متقدم بحزب جبهة التحرير مثلا متيقّن أنه فائز لا محالة وهذا في حد ذاته دليل آخر على أن الانتخابات المحلية تميّعت.. سيكون متيقّنا أنه فائز.. ليس لشعبيته أو لامتدادات الحزب، بل لأن الواقع الانتخابي في بلادنا والإجحاف الذي تحمله نسبة 7 بالمائة تمنح أحزابا دون أخرى أفضلية وأولوية الفوز. ومن هذا المنطلق نرى اليوم تكالبا انتخابيا من جيش الانتهازيين واللصوص والفاسدين والمختلسين على قوائم حزب دون آخر، والمصيبة أن نوابا في المجلس الشعبي الوطني من الذين جاءت بهم الأقدار يشرفون بل ويعدّون قوائم الترشيحات وهم لا يملكون أدنى ممارسة سياسية ولا مستوى دراسي ولا ثقافي ولا أخلاقي..حتى.. أليس هذا عبثا بمؤسسات الدولة بعدما عبثوا بالبرلمان وغيره؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)