الافتتاحية : نكتة رمضان

من أكثر النكت التي سمعها المواطن في شهر رمضان الكريم أن الحكومة أوفدت جماعة تسمى بالرياضية للمشاركة في أولمبياد لندن، وفي مقدمة هذه الجماعة سيدات الجزائر للكرة الطائرة، وقد نشرت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية صورهن خلال حفل افتتاح دورة لندن وهن منهكمات في تصوير أنفسهن بهواتفهن النقالة وهذا دليل قاطع على أن مستوى المشاركة الجزائرية سيكون له أثر كبير في النتائج التي سيحققها الخصوم في الألعاب الفردية أو الجماعية.
ونكتة المشاركة تبعتها نكتة أخرى وهي أن الحكومة لا تزال غائبة عنا منذ أول انتخابات مركّبة، لكنها تحضر أولمبياد لندن بأرمادة من المسؤولين وأبنائهم أو هلهم لقضاء عطلة الصيف في عاصمة الأولمبياد بدلا من الاهتمام أكثر بشؤون الخلف الضائع بين المكاتب والإدارات التي تفتح أبوابها شكليا حتى لا تقولها للمواطن.. صراحة إننا في عطلة..
هذه الصورة المركّبة التي تشبه صورة الانتخابات التي تجري عندنا بشكل لا يحدث إلا في صناديقنا وبنُظُمنا تدعو إلى طرح الكثير من التساؤلات المشروعة.. لماذا تغيب الحكومة عن ساحة بورسعيد وعن أزقة وشوارع العاصمة في رمضان وتحضر في لندن وأين .. إلى جانب صاحبة الجلالة؟
أما وصف صحيفة بريطانية النشيد الجزائري بأنه عدائي خصوصا لفرنسا فعلينا نحن في الجزائر أن نحمد الله على أن النشيد كتبه واحد مثل مفدي زكاريا ولم ينشده شاعر من أمثال شعراء البلاط، وهذا ما يزيدنا تأكيدا على الفرق الكبير بين الأمس واليوم.
الحقيقة أن نكت رمضان كثيرة.. فقط بحاجة لمن يحصيها فقد مل المواطن من البكاء وهاهو يحوّل البؤس إلى نكتة مثيرة للضحك.