ما أفرزته الانتخابات التشريعية من تداعيات عصفت بأكثر من «خم» سياسي، احتكر بيضه ديك واحد، أثبتت، ونعني التداعيات، أن علة البلاد ليست فقط في سلطة مفردة الطرح و«الصرح»، وإنما في جمع مؤنث سياسي، تقاطع مع مؤسسة النظام في مهنة الاستحواذ على إمامة الوطن، فكانت المواجهات والتردي السياسي تحصيل حاصل لقاعدة «هنا يموت قاسي»..
في مصر حيث ميدان تحرير واحد تحول إلى خنجر في خاصرة أزلام النظام البائد، فإن ذلك الصرح ظل مرتبطا بالطبقة السياسية على مختلف مشاربها، فرغم التناقضات واختلاف الرؤى إلا أننا لم نسمع يوما بأن مناضلي تشكيلة سياسية ما قطعوا الطريق أمام رئيس حزب، رافعين في وجهه صرخة «ارحل»، فوحده النظام المستهدف بالرحيل. أما السياسيون في كل الأمم فإنهم لسان صوت و«سوط» الرحيل. أما على مستوانا، حيث الزعيم وكذا «حنون» زعماء بالوارثة، فإن المعادلة تغيرت بشكل غريب وساذج، فالمعني بالرحيل لم يعد النظام ولا رموزه، وإنما محتكرو إمامة وزعامة تزاوج أي مؤتمر وخروج علني لهم باحتجاجات لا ينقصها سوى ميدان تحرير حتى تصبح اعتصامات مطلبها الأوحد تعديل دستوري يحدد عدد العهدات الحزبية حماية لممارسة السياسة من وضعية الاحتكار والتأميم القسري للزعامة..
حنون وأويحيى وبلخادم وجاب الله وأبوجرة وموسى تواتي وغيرهم كثر، نماذج بائسة لفشل منعدم النظر والنظير، فالطبقة السياسية التي تصنع البديل في أقطار وفي ميادين تحرير أخرى، أصبحت هي المستهدفة عندنا وحين يصبح ذاك هو حالنا، فإن للحكومة أن تطمئن لأن أقصى ما أنتجه ربيعنا الجزائري هو مطلب ميدان تحرير يخرج فيه الشعب مترجيا حنون ونماذج حنون للتنازل عن «زعامتهم» المؤبدة خدمة للمسرح و«المسبح» العام..
تاريخ الإضافة : 24/06/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أسامة وحيد
المصدر : www.elbilad.net