الافتتاحية : مؤسسات والله أعلم

مالذي يمكن أن تقدمه بعض المؤسسات كمجلس الأمة للبلد ضمن تعزيز المسار الديموقراطي؟ هل هنالك أهمية لمؤسسات تستهلك الملايير باسم المحاسبة ومكافحة الفساد وغيرها من العناوين؟
مجلس المحاسبة الذي لا يقوى قضاته على مساءلة مير في بلدية نائية، لا يمكن له الاستمرار بهذا النمط الذي يؤدي إلى تمييع السياسات والقضاء على الأهداف.
مجلس الأمة الذي لا يشبه أي مؤسسة تشريعية في أي بلد من بلدان العالم، لا دور ولا تأثير له في الحياة السياسية والتشريعية، ربما يقتصر دوره على تزكية السياسات والقرارات التي لا تحظى بالشعبية المطلوبة ..
الخطر أنه يترجم مظهرا خطيرا من مظاهر الفساد الانتخابي الذي يمتزج بالمال المشبوه الذي لا يقوى أي طرف على وقفه بشكل رسمي.
الجميع يدرك أن الكثير من المؤسسات، إما غارقة في الفساد أو عاجزة عن محاربته، لكن الفعل السياسي هو الذي يتحمل المسؤولية الكاملة تجاه الوضع الذي يزداد تعفنا في إدارة المال العام والمشاريع، فقد تحول إنشاء شركة أو مقاولة إلى مصدر من مصادر نهب المال بواسطة الصفقات العمومية التي لم تعد قوانينها قادرة على التكيف مع القواعد المتطوّرة للاحتيال.
لذلك يأمل الكثير من الجزائريين أن تكون سنة 2013 مقدمة لخارطة طريق عنوانها محاربة الفساد بالشكل المؤدي نحو تجفيف منابعه وحماية المال العام، والقضاء على كافة المظاهر التي لطخت الساحة السياسية أولا بالمال المشبوه، وقوّضت الجهود في تنمية حقيقية بعيدا عن تدخل الاعتبارات الخاصة التي جعلت من الفاسدين شركاء في التنمية ومشاريعها.