الجزائر

الافتتاحية : لماذا فقدت الحملة وهجها؟



يُسدل الستار اليوم على الحملة الانتخابية وسط مخاوف موضوعية من عزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع، لكن سؤالا جوهريا يطرح نفسه في خضم هذا النقاش. مالفائدة من جيش الأحزاب والحزيبيات التي فشلت في إقناع الناخبين بخطابها، مثلما فشلت في استقطابهم لتجمعاتها؟
الأكيد أن خللا كبيرا يضرب مسار التعددية السياسية اليوم، لأن السلطة والأحزاب فشلت معا في صناعة خطاب سياسي يتماشى وتطلعات المواطن، وأن الإصلاحات التي كانت أملا للجزائريين تم تقليص حجمها بما يحافظ على توازنات يرفضها المواطن، وأن الخلل أيضا في الصورة التي ترتسم عن المهمة النيابية وعن ثقل المؤسسة التشريعية التي تفتقد لأي تأثير لأنها بلا أدوات تمكنها من الفعل السياسي الحقيقي، والناس يتساءلون بصدق عن مستوى التغيير الذي يمكن أن تحققه المؤسسة التشريعية، وهو سؤال جدير بالطبقة السياسية أن تجيب عليه بواسطة حزمة من المطالب الجادة.
ما أفقد الحملة الانتخابية وهجها هو ذلك التنابز السياسي بين مجموعة من الأحزاب.. أحزاب ظهرت للوجود من أجل معارضة أحزاب أخرى، وتشكيلات سياسية انحصرت مهمتها في تخويف الجزائريين من الأشباح وتحويل بعض القضايا التي فصل فيها المواطن إلى فزاعة وهذا ما جعل الناس تبتعد عن خطاب الطبقة السياسية التي لم تلمس فيه الكثير من الجدية باستثناء قلة تعد على أصابع اليد، وعندما تتحمل الأحزاب ذكاء الجزائريين عندها يمكن أن نتحدث عن حملة انتخابية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)