مثلما غابت نكهة الأعمال الرمضانية عن التلفزيون فقد غابت عن الإذاعة، وفي كلا الحالتين تحولت المؤسسات الإعلامية الثقيلة من تقديم المنتوج الوطني الأحسن والهادف والممتع إلى تسويق الرداءة والأعمال غير الشعبية ولا الجماهرية مثلما كانت عليه أيام زمان.
الإذاعة التي كانت تخرّج الفنانين من ممثلين ومطربين وعازفين تحولت إلى مفرغة لكل إنتاج رديء، والتلفزة التي كانت تجمع أفراد العائلة الواحدة في رمضان تحولت إلى مصدر إزعاج لهم، فغابت المتعة والجدية وحتى المسؤولية في بعض الأحيان، فهي تقدم صورا حياتية لا علاقة لها بروح المجتمع الجزائري، التلفزة أو الإذاعة لم تعد تعبّران عن هذه الروح بصدق، فهي تنقل أنماطا غريبة عنا لا علاقة لها بالجزائري أو بالأسرة الجزائرية، وعندما يلمس المستقبل بكسر الباء طبعا تزييفا لحقيقة محيطه وروح المجتمع الذي يعيش فيه يحدث الفصام ثم الطلاق، وهذا هو سبب نفور الجزائريين من هذه الوسائط الثقيلة، وإذا كانت تلفزيونات العالم تقيس شعبيتها من تأثير إنتاجها الذي تسوّقه للجمهور، فإن التلفزة الوطنية تسعى لقياس شعبيتها بواسطة إنتاج مصري أو سوري أو غربي، بينما لاتزال عاجزة بشكل واضح عن تجاوز هذه الأخطاء التي تقع فيها بشكل دائم.
المواطن يتطلع لأن تكون التلفزة كما الإذاعة جزائرية بواسطة إنتاج تفاعلي يعبر عن الروح الحقيقية للمجتمع، فلا يعقل أن تواصل المؤسسات الإعلامية الثقيلة ممارسة سياسة التجاهل لرغبات المشاهد والمستمع دون أن تلتزم بأدنى ما تفرضه عليها قواعد الخدمة العمومية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد السلام بارودي
المصدر : www.elbilad.net