الجزائر

الافتتاحية :عندما تتحول الانتخابات إلى خطر



الافتتاحية :عندما تتحول الانتخابات إلى خطر
مرة أخرى تدخل نتائج الانتخابات في الجزائر دائرة الطعن العلني والجماعي أمام الرأي العام في الداخل والخارج، لدرجة أن كل قادة الأحزاب المعارضة انتقدت نمط الانتخابات وطريقة تنظيمها وهنا مربط الفرس.
حكومة عبد المالك سلال التي تغيّرت في شكلها ولم تتغير في جوهرها، فشلت في التميّز مثلما ظلت تخاطب المواطنين في التلفزة ووسائل الاعلام الأخرى منذ تكليفها بتسيير الشأن العام، فهي لم تغيّر من النمط الانتخابي السلبي الذي يمس باستقرار البلد، بل زادت من تكريس ظاهرة التزوير بمنطق ما تابعناه وسمعناه فكان ذلك ما ألفناه في بلادنا.
الانتخابات في العالم لم تعد فرصة للبقاء في الحكم والسيطرة على المجالس المنتخبة بواسطة التزوير، بل أصبحت وسيلة للتغيير في السياسات التي لا ترقى لتطلعات المواطنين، وأصبحت مناسبة للتباري بالأفكار وكشف المستور ووضع كل طرف أو تيار ضمن إطاره الحقيقي. كما أنها فرصة لتكريس التعايش في تلك البلدان وبين أبناء الوطن الواحد.
أما عندنا فهي تكريس للواقع البائس وتزكية للفشل في التكفل بشؤون الناس، ولم تعد الانتخابات آمنة من التزوير، مثلما شاهدنا ذلك في فيديو تبسة وفي التقارير والطعون المؤسسة التي تقدمت بها الأحزاب وما خفي كان أعظم، و ثبت أن في الجزائر كتلتين انتخابيتين، الأولى تخص المواطنين والثانية للأشباح الذين لا نعرفهم.
إذا كانت بعض الأحزاب تسوّق مزاعم الشرعية الشعبية استنادا إلى محاضر الانتخابات المُعدّة سلفا فإنها تدفع بالبلد نحو الهاوية، وبالجزائريين الذين لم ينتخب منهم إلا بضعة ملايين نحو اليأس وهذا خطر على البلد، فقد أصبحت الانتخابات بالطريقة التي تُجرى في الجزائر انتكاسة حقيقية لكل مكتسبات العقدين الماضيين من التعددية على قلة تلك المكتسبات التي تعرف تراجعا رهيبا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)