الافتتاحية : حكومة حليلوزيتش

لا يختلف الفريق الحكومي في وضعيته عن الفريق الوطني، وفي الجزائر من الصعب أن تكوّن فريقا حتى لو تعلق الأمر بكرة القدم، وفي النهاية لا يحق للمدرب اختيار فريقه بمفرده، لذلك قال مدرب المنتخب ”الوطني” ونقصد الأجنبي خليلوزيتش، إنه سيتمكن من إعداد قائمة 28 لاعبا قبل نهاية شهر ديسمبر، لكن الأصح في هذا الكلام أن المدرب ”الوطني” لم يتمكن من اختيار عناصر الفريق الوطني،وأن مشاكل تعترضه وقد تنتهي بنهاية شهر ديسمبر، أو ربما يكون زعيم كرة القدم محمد روراوة قد استقر على شراء مجموعة من المتعاونين، لتزيين واجهة كرة القدم لسنتي 2012 و ,2013 قبل أن نكتشف زيفا آخر إسمه الفريق المستورد والمدرب المستورد، وربما سيستعين القائمون على كرة القدم بالصحافة الفرنسية المكتوبة والمسموعة والمرئية لمواجهة فضول المحليين وتطاولهم·
مشكلة الفريق ليست في السياسة والحكومة فقط، إنها تمتد إلى الرياضة أيضا، وعندما تعجز السلطة عن إيجاد بديل عملي للفريق الحكومي الذي تكلس وشاخ فمن الطبيعي أن تستنسخ الرياضة نفس الفشل القائم في مستويات حكومية وسياسية أخرى· وبطبيعة الأمر، فإن هذا المرض لاتتحمل السلطة وزره لوحدها، لأن الأحزاب السياسية في بلادنا تعجز هي الأخرى عن إيجاد بدائل لزعاماتها التي تنافس بشار الأسد والقذافي في الوحدانية والقدم· وعليه فالمسؤولية يتقاسمها الجميع·
لقد طالبت العديد من الأحزاب السياسية في بلادنا بضرورة رحيل الحكومة القائمة التي انتهت مهمتها كما انتهت مبررات بقائها، فهي الحكومة التي فشلت في استقطاب الناخب لصناديق الاقتراع، وهي الحكومة التي ثار الشارع على سياستها يوم الخامس جانفي، وهي الحكومة التي عاش فيها قطاع التربية أطول وأخطر الإضرابات، بل وفي ظل حكمها الراشد عاشت البلاد عشرات إن لم نقل مئات الإضرابات العمالية الكبرى· والطريف أنها الحكومة التي عجزت عن توفير حبوب منع الحمل·· وهي نفسها الحكومة التي جلبت لنا مدربا فشل هو الآخر في ضبط قائمة لاعبيه، لكنه يعدنا بها وعلى طريقة بابا نوال ليلة رأس السنة الميلادية·