ما الذي ننتظره من المجالس المحلية المقبلة؟ وما هو الدور المنوط بوزارة الداخلية لتسيير مئات البلديات بصرف النظر عن دور رؤساء البلديات الذين سينتخبهم من يخرج يوم التاسع والعشرين لمكاتب الاقتراع؟ الأكيد أن هذه الأسئلة وأخرى يطرحها المواطن تتعدى التوقعات تُطرح بحدة في الشارع على ضوء التجربة الكارثية للتسيير المحلي للجماعات المحلية منذ الاستقلال.
البلديات في بلادنا تحولت إلى مصدر للعزوف الانتخابي، مثلما تحولت إلى واحدة من أكثر بؤر الفساد المالي وحتى السياسي في الجزائر. البلديات لم تجمع الجزائريين في أي مرحلة من المراحل بل كانت مصدرا للتوتر الاجتماعي وسببا لقطع الطرقات وتخريب المقرات العمومية.
البلديات في الجزائر لا تحل المشاكل بل هي جزء من المشكلة في بلادنا، فهي التي تدفع بالشباب إلى كل الانحرافات وتدفع الرأي العام للعزوف والمشاركة بدليل ما نراه اليوم وما نسمعه وما ألفناه، لذلك نقول إن مستقبل المجالس الشعبية لا بد أن تحدده الآليات الشفافة التي تؤدي إلى إفراز مجالس التسيير، مثلما تحدده الرقابة الحقيقية على التسيير وليس تلك التي تحكمها تصفية الحسابات السياسية بين الإدارة والمنتخبين.
في البلديات تمارس كل أنواع التجاوزات، لذلك يبدو أن الوقت قد حان لمراجعة كل ما له صلة بمستقبل الجماعات المحلية في إطار شفاف، وبعدها يمكن أن نتحدث عن المشاركة وتجاوب المواطنين مع الحملة الانتخابية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد السلام بارودي
المصدر : www.elbilad.net