الجزائر

الافتتاحية : تغيير التغيير



سواء اقتطع المجلس الدستوري مقعدا أو مقعدين، أو عشرة أو عشرين من مقاعد الحزب الذي تحصل على غالبية مقاعد المجلس الشعبي الوطني أو لم يقتطع، فإن البرلمان بتركيبته الجديدة حمل منذ الساعات الأولى للإعلان عن نتائج التشريعيات بصمة لا تشرف التعددية والديمقراطية في بلادنا، وإذا كان البعض يرى أننا كنا السباقين للمطالبة بالتغيير، فإننا نتأسف، بل نبكي الدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت، والدمار الذي ضرب البنية التحتية لبلادنا مقابل دورة في الفراغ اسمها التعددية.
لم نر في الانتخابات التي جرت تحت مظلة التعددية غير التزوير والهروب بالصناديق والتحايل على إرادة المواطنين، ولكل انتخابات لون جديد من ألوان التزوير، ولو استثمرت السلطة عبقرية التزوير في حل مشاكل المواطنين لقفزنا إلى مقدمة الترتيب في سلم البلدان الراقية والشعوب التي تتمتع بالرفاهية. وفي هذه الأيام لا انطباع للمواطنين عن الانتخابات سوى التشاؤم تارة والسخرية تارة أخرى، وسواء كان التزوير مباشرا أو غير مباشر، وسواء كانت النتائج صدمة «220 فولط» كما سماها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني مرتّبة أو مزوّرة أو حقيقية، فإن السلطة فشلت في استعادة حبل الثقة بينها وبين المواطن، ليس هذا فحسب بل إن الذين ينتمون للحزب العتيد يعتقدون أن إجاباتهم لن تكون مقنعة أو مجدية في تبرير الفارق بين توقعاتهم وبين ما حصل عليه حزبهم في انتخابات العاشر ماي، لذلك من الصعب القول إننا نتجه نحو حالة من الانفراج السياسي بقدر ما نحن مُقْدمُونَ على مرحلة من الانغلاق والتشدد والتراجع عن هوامش الحريات في زمن الحرية، لأن ما حدث ليس تغييرا في ظل الاستمرارية كما يقول البعض وتسخر البعض الآخر.. لقد حدث تغيير للتغيير وهذا مالم يحدث من قبل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)