الجزائر

الافتتاحية : إلى متى؟



ترى كيف نتعامل مع مخاطر الجوار ليس كحكومة ولا كنظام هذه المرة لكن كدولة تريد حماية أمنها القومي؟ الأكيد أن كل الجزائريين يتطلعون إلى قرارات واضحة وصارمة تحدد قواعد التعامل مع التهديدات الإرهابية والإجرامية والقوى التي تدعمها محليا وإقليميا ودوليا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت على جريمة بحجم إعدام الدبلوماسي الشهيد طاهر تواتي من طرف عصابات تدّعي الانتماء إلى الدين الإسلامي الحنيف ورفع راية الحق وهي تجزّ رؤوس الناس.
الجزائريون لا يسمحون بأن تقوم عصابات الصحراء بفرض منطقهم على بلدهم، والجزائريون يرفضون منطق الصمت الذي تتعامل به الحكومة مع مسألة غاية في الحساسية والدقة، وكأننا نتعاطى مع الأحداث من موقع الضعيف المستكين.
هناك أكثر من إطار تعالج فيه قضايا الاختطاف، وإن كنا ثابتين بشأن سياسة عدم التفاوض والرضوخ لمطالب الفدية فلتكن القرارات أكثر حزما وجرأة لوضع حد لأطماع هؤلاء الذين يريدون بناء إمارة الوهم في الصحراء بدماء الجزائريين.
لا يعقل أن تتعاطى الحكومة مع الرأي العام في هذه المسألة بالذات بالسكوت تارة وبالهروب تارة أخرى، لأن تسارع الأحداث في الجوار يتطلب حزما سريعا وردة فعل أسرع، فلا حكمة مع من يقطع الرؤوس باسم الشريعة والدين والتوحيد، فنحن اليوم نحتفظ بلا شك بحق الرد لأن دماء شبابنا وأبناءنا من أمثال الشهيد طاهر تواتي وكل قطرة دم من الجسد الجزائري غالية الثمن.. والكثير من الجزائريين يرون أن الوقت بدأ ينفد أمام رد فعل قوي وقوي جدا جدا، وأعتقد أن كلاما مثل هذا لا يخص طرفا أو فئة دون أخرى بل إن المواطن يريد الإحساس بشيء من القوة في زمن نفقد فيها الكثير من الأشياء الجميلة يوما بعد يوم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)