ملخص:
تعتبر ظاهرة الاستغلال والاعتداء الجنسي على الأطفال من المشكلات الراهنة التي تعاني منها المجتمعات بصفة عامة والمجتمع الجزائري بصفة خاصة حيث لا تكاد تتوقف وتخلو وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة عن الحديث عن هذا الموضوع الذي يعتبر من أقصى مظاهر العنف والاستغلال للأطفال من طرف الراشدين. والأخطر من ذلك, ففي مناسبات عديدة يتعرض بعض الأطفال لتحرشات واعتداءات جنسية لكنهم لا يجدون ضمن محيطهم من ينتبه لمعاناتهم ، بل قد يواجهون بالضرب والاتهام والنبذ فيسجنون في عزلة وصمت اللذان يرافقانهم طيلة حياتهم ،إلى أن تتفجر في توترات نفسية حادة في المراحل المتقدمة من العمر(مرحلة الرشد)، لان الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة لا ينتهي بانتهاء الفعل بل هناك آثار تظهر مباشرة بعد الاعتداء وهناك أخرى تؤجل لتظهر في مراحل أخرى من العمر ،فغالبا ما يعاني هؤلاء الضحايا من اضطرابات سواء بعد الاعتداء مباشرة أو على المدى البعيد ،حيث قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات سلوكية ،نشاط جنسي كثيف ومبكر وفقدان تقدير الذات واضطرابات سيكوسوماتية. وفي غالب الأحيان يمر الاعتداء بشكل خفي، وتظهر الأعراض في مرحلة المراهقة أو مرحلة الرشد ،كما أن غياب الأعراض الواضحة عند الأطفال لا يعني غياب الصدمة ، فالانهيار النفسي والجسدي اللذان يخلفهما الاعتداء يحدث تغييرا في حياة الضحية وفي علاقتها مع الآخرين ،ويظهر ذلك في تعرض الطفل إلى مجموعة من الاضطرابات السلوكية والجنسية ،التي لا تنتهي بانتهاء الفعل ولكن غالبا ما تمتد آثارها ومضاعفاتها إلى مراحل متقدمة من العمر،حيث كشف الباحثون أن نسبة 15٪ إلى 49٪ من الضحايا لا تظهر عليهم أعراض محددة على ذلك الاعتداء إلا بعد عدة سنوات ، خاصة إذا كان ذلك في المراحل المبكرة من الطفولة ،لكون الطفل في تلك المرحلة خاصة في السنوات الخمسة الأولى في طور تكوين شخصيته وجهازه النفسي ،فيأتي ذلك الاعتداء ليحدث صدمة وتشوها في ذلك البناء ، لان أسسه لم تكن في البداية سليمة، فكل ما لم يبن على أسس سليمة تكون نهايته التشوه أو الانهيار. ولنوضح ذلك أكثر سنعرض حالة تعرضت للاعتداء الجنسي في الطفولة ونحاول أن نترق إلى الآثار التي خلفها الاعتداء في مرحلة الرشد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/07/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بوحوى نادية
المصدر : المرشــد Volume 3, Numéro 1, Pages 152-160 2013-12-08