الجزائر

الازدواجية اللغوية: مفاهيم و إرهاصات



اللغة ظاهرة اجتماعية تترابط وظيفيا مع الأنظمة الاجتماعية الأخرى . فهي دائمة التغير مع التحولات التي تعتري البناء الاجتماعي، تقوى و تضعف تبعا لمقتضيات الحال، و ما يستجد مع صيرورة الحياة الاجتماعية و ديمومتها. فاللغة ليست رموزا و مواصفات فنية فحسب، ولكنها إلى جانب ذلك منهج و فكر و أسلوب و تصور لوقع الأمة و رؤية شاملة لقضاياها و مشاكلها ، "و الحياة اللغوية تخضع لمؤثرات شتى، قديمة و حديثة طارئة و مناخية مزاجية بيولوجية متشابكة في نسيج معقد" (1) فهي التي تجذر المتكلم في وسطه الاجتماعي و تعطيه أحد أبعاد هذا الانتماء فإذا كانت اللغة الأم تعطي الإنسان حق الانتماء و جنسية الفكر و الهوية . فان اكتساب الإنسان للغة ثانية يكسبه جنسية فكر ثانية و هوية أخرى و يعطيه حق الانتماء الثقافي لثقافة أخرى. ولنا أن نتساءل هل الازدواج اللغوي ازدواج لسان فقط ؟ أم هو ازدواج ثقافي بجميع معايير الهوية ؟ و نظرا لتعقيدات الازدواجية اللغوية بين الثقافات و تمركزها بين علوم شتى منها علوم اللسان وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأعصاب اللغوي والبيداغوجيا الخ. حقا هناك صعوبة في تحديد مفهوم واضح و شامل لها بسبب تعقيدات الضفيرة الثلاثية القاعدية لها(الفرد، المجتمع، اللغة).

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)