12 ولاية محاصرة بالثلوج منذ ثلاثة أيام و50 طريقا مقطوعا تأزمت أوضاع سكان أكثر من 50 قرية ومنطقة نائية كثيرا، بعد أن عادت الثلوج لتحاصرهم لأكثر من ثلاثة أيام، في غياب المؤونة، حيث طالبوا بترحيلهم من مساكنهم التي أصبحت أشبه بالثلاجات في غياب التدفئة واستمرار أزمة قارورة غاز البوتان، ما دفعهم إلى أن يقتاتوا على البسكويت والعصير يوميا وفي غياب حليب الأطفال والأدوية أيضا.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الطرق المقطوعة عبر الوطن، إلى 50 طريقا بعد أن كان يقارب الستين أول أمس، إلا أن المعاناة والكارثة الإنسانية لا تزال ترتسم يوميا. ونقل عدد من سكان القرى والمداشر في أعالي تيزي وزو والبويرة وجيجل والمدية، حالات صعبة عن معيشتهم التي لم يسبق لها مثيل. وأفاد سكان دشرة القلعة في أعالي تيفزيرت في تيزي وزو، بأنهم يقتاتون على البسكويت والعصير، منذ أيام. وقال أحمد، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، بأن ''الوضع مأساوي للغاية في غياب الحطب وأزمة قارورة غاز البوتان، التي حرمتنا من طهي الأكل ما يهدد صحتنا''. وأضاف آخرون بأن ''غياب المواصلات والنقل حال دون توفير حليب الأطفال والأدوية للمرضى والمصابين بالأمراض المزمنة، حيث تبعد الصيدلية العاملة بحوالي 40 كلم''. ولا يتمكن غالبية المنكوبين في القرى والمداشر المعزولة المقدر عددها بحوالي 50 قرية منتشرة في مناطق معزولة ومتباعدة، من طهي الأكل وما يوفر لهم من مساعدات تقدم لهم من طرف وزارة التضامن الوطني، واكتفوا بأكل البسكويت والعصير والتونة لا غير. ويصف السكان وضعيتهم بـ''الأمر الذي لا يطاق، كما أن منازلنا أصبحت مغطاة كليا بأكوام الثلوج، التي حوّلت منازلنا إلى شبه ثلاجات''. ونقل بيان خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، أمس، بأن 12 ولاية لا تزال بها الطرق مقطوعة، وهي على التوالي تيزي وزو والبويرة والبليدة والشلف والمدية وعين الدفلى وبجاية وسطيف وعنابة وسكيكدة وميلة وجيجل.
ولا تزال تيزي وزو تشهد وضعا متأزما، حسب نفس البيان الذي تحوز ''الخبر'' على نسخة منه، حيث قطعت بها الثلوج المتراكمة 18 طريقا، ولا تزال عين الحمام وذراع الميزان وتيفزيرت معزولة. وبلغ عدد الطرق المقطوعة عبر كل الولايات المعنية 50 طريقا وطنيا وولائيا وبلديا، كما أن الطريق الرابط بين البليدة والشريعة لا يزال مقطوعا منذ ثلاثة أيام.
أما فيما يتعلق بأزمة قارورة غاز البوتان، فقد قامت عدة بلديات بتطبيق إجراءات شركة ''نفطال''، من خلال إلزام المواطن بالذهاب إلى مقر البلدية ليضع قارورات الغاز الفارغة، ويتم منحه وصل إيداع ليجد قارورته مملوءة مساء وبسعر 200 دينار. كما تواصلت الطوابير على مستوى كل مراكز التعبئة البالغ عددها 42 مركزا عبر الوطن، ولا تزال الشاحنات تصطف في الطوابير لمدة تزيد على اليومين لتعبئة حمولتها من الغاز. وفيما يتعلق بحوادث اختناقات الغاز، فقد بلغ عددها 65 تدخلا منذ بداية الشهر الجاري، حسب الحماية المدنية، حيث توفي 29 شخصا بكل من الجزائر العاصمة والجلفة وسطيف وبسكرة وغيرها، في حين تم إنقاذ 229 شخص من الاختناق والموت المحتوم، بسبب تسرب غاز ثاني أوكسيد الكربون من المدفآت تحديدا.
وأضاف المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، الرائد عاشور فاروق، بأنه ''تم إرسال 200 عون حماية مدنية إلى كل من تيزي وزو والمدية من أجل تقديم المساعدة للمواطنين وفك العزلة، كما تم إيفاد مائة عون من المديرية الولائية بعنابة نحو جيجل، خصوصا في تاكسانة التي لاتزال محاصرة بالثلوج منذ أزيد من أسبوع''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: زبير فاضل
المصدر : www.elkhabar.com