الجزائر

الاحتلال يعرض هدنة جديدة والمقاومة تشترط وقف للعدوان



لليوم ال76 على التوالي، تواصل القوات الصهيونية عدوانها الوحشي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرّض للقصف المستمرّ الذي يحصد المزيد من الشهداء المدنيين ويفاقم من حدّة الأزمة الإنسانية التي باتت تشكّل لوحدها كابوسا مروّعا حوّل حياة النازحين إلى جحيم حقيقي، وفي الأثناء تتواصل الاشتباكات بين فصائل المقاومة والقوات الغازية في محاور عدة، وسط تصريحات مسؤولين صهاينة عن استعدادهم للدخول في هدنة جديدة مقابل إطلاق سراح أسراهم المحتجزين في القطاع.رغم الأصوات المرتفعة الداعية إلى وقف الإبادة، كثّف الاحتلال الصهيوني غاراته على قطاع غزة وسط اشتباكات ضارية على الأرض في عدة محاور. وقد استهل اليوم 76 من الحرب بغارات عنيفة على عدة مناطق، خاصة جباليا وخان يونس بشمال ووسط قطاع غزة، وذلك بعدما ارتكب خلال ساعات قليلة مجازر متتالية راح ضحيتها 100 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مئات الجرحى.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوجود استهدافات صهيونية بالأحزمة النارية والقذائف المدفعية على جباليا، كما أفادت بوقوع اشتباكات عنيفة بين مقاومي"القسام" وعناصر الجيش الصهيوني في منطقة المغراقة شمال النصيرات وسط قطاع غزة، ووسط خان يونس.
وشهد نهار أمس حرب شوارع فعلية خاضتها المقاومة ببسالة ضدّ القوات الغازية في مدينة خان يونس، ثاني أكبر مدينة في غزة. وتزامنا، أفاد الإعلام الصهيوني بأن جيش الاحتلال أعلن مقتل ضابط في جنوب غزة ليرتفع إجمالي القتلى إلى 133 منذ بدء العملية البرية.
مؤشرات هدنة جديدة
سياسيا، ذكرت مصادر إعلامية أن سلطات الاحتلال أوردت بأنها مستعدةٌ للتهدئة في غزة لمدة أسبوع مقابل الإفراج عن 40 من أسراها لدى حماس، وأضافت المصادر أن الاحتلال يريد من حركة حماس أن تفرج عن النساء اللاتي ما زلن أسيرات لدى الحركة، والرجالِ الذين تزيدُ أعمارهُم عن 60 عاما، والأسرى الذين يعانون من أمراضٍ تهدّد حياتهم أو يحتاجون إلى علاج عاجل.
كما أعرب الاحتلال عن استعدادِه لإطلاقِ سراح أسرى فلسطينيين "أثقل وزنا" مدانين بارتكاب هجمات أكثر خطورة من أولئك الذين أُطلقَ سراحُهم في الصفقة السابقة، لكن حماس مازالت تتمسّك بوقف الحرب أوّلا.
ولأجل الهدنة المحتملة، يزور مصر وفد من حركة حماس يضمّ رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، حيث يجريان مباحثات مع رئيس جهاز المخابرات العامة وكبار المسؤولين.
وحسب مصادر، ستتناول المباحثات إيقافا شاملا لإطلاق النار في قطاع غزة، وتحرير أسرى من قيادات حماس لدى الجانب الصهيوني، وإطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة، وانسحاب للآليات العسكرية إلى حدود غلاف غزة، إلى جانب بحث مستقبل القطاع في إطار سلطة فلسطينية موحدة.
ويبدو من هذه التحركات، أن سلطات الاحتلال تواجه ضغطا داخليا متزايدا خاصة من عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس، لإبرام صفقة تبادل جديدة، وإطلاق سراح من تبقى في قطاع غزة، في ظلّ فشل الخيار العسكري حتى الآن في تحريرهم.
ومع احتمالات توقيع الهدنة الجديدة، يتساءل كثيرون عن جدواها بالنسبة للفلسطينيين الذين يطالبون بإنهاء الحرب، و ليس بوقف القتال لفترة قصيرة يستفيد منه الغزاة الذين سيستأنفونه بشدّة أكثر بعد أن يطمئنوا بأن أسراهم عادوا إلى كيانهم سالمين.
مجلس الأمن رهينة ل"الفيتو"
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر دبلوماسية أنّ تصويت مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في غزّة أرجئ مجدّداً، بعد إرجاءات سابقة متكرّرة، للسماح بمواصلة المفاوضات بشأن مشروع القرار المقترح.
ودعت المسودّة الأخيرة إلى "تعليق" الأعمال القتالية في القطاع كي تفسح لإدخال المساعدة الإنسانية. بالمقابل، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء، قرارا بعنوان "حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير"، بأغلبية ساحقة.
في الأثناء، يشهد الوضع الإنساني ترديا غير مسبوق، إذ يفتك الجوع والعطش بأهالي غزة دون أن تجد المساعدات طريقها إليهم، كذلك فإن المستشفيات مكتظة ولا علاجات فيها تضمد الجرحى، ولا مكان آمناً يلوذ إليه الفلسطينيون من القصف الصهيوني الأعمى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)