الجزائر

الاتحاد من أجل المتوسط قمة برشلونة مهددة بالتأجيل مجددا



 ما زال الغموض يلف قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقررة يوم 21 نوفمبر في برشلونة بإسبانيا بعدما كانت مبرمجة في شهر جوان الفارط، وهو ما يمثل مؤشرا على أن مشروع الرئيس ساركوزي ليس بمقدوره الإقلاع في ظل تباين الرؤيا بين الأطراف المشاركة فيه ومن بينهم الجزائر.فضّل الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في ندوة صحفية أول أمس، رمي الكرة في مرمى الخارجية الاسبانية بشأن تحديد موعد انعقاد قمة رؤساء دول الاتحاد من أجل المتوسط بالرغم من أن الاتحاد ترأسه فرنسا ومصر حاليا، وهو ما يكشف أن الأجواء السياسية المحيطة به لا تساعد على انعقاد القمة، خصوصا أمام فشل المفاوضات المباشرة حول السلم في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وضمن هذا السياق، أعربت الخارجية الفرنسية عن أمالها في أن تؤدي المشاورات مع كافة الشركاء والأعضاء في الاتحاد إلى ''انعقاد هذه القمة'' المؤجلة مرارا منذ الغزو الإسرائيلي على قطاع غزة.وعما إذا كانت قمة الاتحاد من أجل المتوسط ستعقد في موعدها المحدد، اكتفى الناطق باسم الخارجية الفرنسية بالقول ''نتمنى ذلك'' دون أن يجزم في هذا الموعد، وهو ما يعطي الانطباع بأن احتمالات فشل انعقادها مطروحة بحدة، حتى وإن ذكر برنار فاليرو بأن ''انعقاد القمة في نوفمبر ستبقى أولوية وسنعمل على ذلك مع السلطات الاسبانية ومع بقية الشركاء في الاتحاد''. ملمّحا إلى أن تحفظات الجانب الفلسطيني عن حضور القمة هو مجرد أحاديث في وسائل الإعلام. وعن سؤال حول هل تبقى رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط بين أيدي باريس والقاهرة إلى الأبد، رفض فاليرو الإجابة بصراحة عن ذلك وقال ''بالنسبة إلينا الأولوية هو انعقاد قمة الاتحاد من أجل المتوسط في مدينة برشلونة، ونحن نعمل على ذلك مع شركائنا، أما عن قضية الرئاسة فهي قضية جواب جماعي للدول العضوة في الاتحاد، هو قرار يتخذ جماعيا ويجب أن يكون محل إجماع واتفاق جماعي''.وتكشف هذه التأجيلات المتكررة صدق ''نبوءة'' الجزائر، في ''لا جدوى'' الاتحاد من أجل المتوسط غداة الإعلان عن هذا المسعى الذي أطلقه الرئيس نيكولا ساركوزي كتعديل لنسخة برشلونة، حيث باستثناء قمة التأسيس في باريس شهدت كل الجلسات التي تلت ذلك حالة انسداد في مواقف الدول المشاركة فيه، ترجم في ''انسحاب'' غير مباشر من قبل دول من الضفة الجنوبية وأخرى من الضفة الشمالية، على غرار إيطاليا التي أعلنت عن ''وفاة'' هذا الاتحاد في إحدى زيارات رئيس دبلوماسيتها للجزائر. وتعكس صعوبة إقناع الدول العضوة في الاتحاد من أجل المتوسط بالمشاركة في قمة برشلونة المؤجلة عدة مرات، الجزء الظاهر من جبل المشاكل بين أطرافه. وتتعقد الأمور أكثر، حسب المراقبين، عندما يأتي الحديث عن مشاريع الاتحاد ومصادر تمويلها وغيرها من الملفات التي لم تفتح بعد. نسخة للطباعة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)