الجزائر

الاتجاه الصحيح.. رأي حر



الاتجاه الصحيح.. رأي حر
تخيل معي أن رجلا أقلع بسيارته الفخمة وهو كله ثقة في رحلة سياحية مع أفراد عائلته ، نحو مدينة تقع شرق البلاد ،ولما وصل تفاجأ بأنه أخطأ الطريق فوجد نفسه في أقصى الغرب فما عساه أن يفعل لقد وجد نفسه أمام الباب المسدود . فما عليه إلا العودة بسرعة نحو الطريق الصحيح .هذا هو حال "الحضارة الغرب الأخلاقية "التي وجدت نفسها بشهادة كبار المفكرين والقساوسة أنها أخطأت الطريق رغم التقدم العلمي الذي أحرزته.
لقد أثبتت الدراسات أن القتل والاغتصاب والانتحار والطلاق و الأمراض العقلية أدت الى هلاك المجتمع الغربي رغم الانفاق المالي الذي فاق الخيال للتقليل من مخلفات هذه الأفات الاجتماعية التي أحدث كوارث لا تعد و لا تحصى بسبب تدني الأخلاق وتفشي كل أنواع المعاصي والرذيلة وانعدام الحشمة والآداب العامة والسفور وتناول المخدرات والخمور...مما تسبب في تراجع نمو السكان في الكثير من الدول الاوروبية كألمانيا وإسبانيا
كل هذه الصفات المذمومة المدمرة للأمم لم تبق حبيسة حدود الدول الغربية بل تسربت الى الدول العربية -التي لم يصل فيها هذا المرض بعد الى أعلى المستويات - لكن تتجه المؤشرات نحو الأعلى شيئا فشيئا تأسيا بالحضارة الغربية ، وما نقرأه ونسمعه من أخبار كل يوم عبر وسائل الاعلام حول القتل والغدر والسرقة وتناول المخدرات وتنامي الانتحار والسرقات..
يندى لها الجبين لما يقع في هذه الأقطار العربية التي من المفروض أنها محصنة من هذه الأمراض الاجتماعية التي ما ان انتشرت في قوم الا جعلتهم "كعصف مأكول" وقد أشار القران الكريم الى ذلك في قوله تعالى: " وإذا اردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " الاسراء/16.
ان الكنيسة في الغرب لم تلعب دورها في حث الناس على الابتعاد عن المعاصي والرذائل بل استقالت وغلقت الأبواب حتى صار أماكن العبادة هناك تباع كعقارات للاستثمار حيث كل 26 ثانية يتم تسجيل اجهاض واحد وقد تم تسجيل سنة 2011 نحو 6791 عملية قتل عمدي (في ارو ربا ال27)
ومن جانب آخرنجد أن أرنولد توينبي (ت 1975) يقترب كثيرا من التفسير القرآني لسقوط الحضارات ويشخصها في ثلاثة اسباب: 
أولا: ضعف القوة الخلاقة في الأقلية الموجهة وانقلابها إلى سلطة تعسفية.
ثانيا: تخلي الأكثرية عن الأقلية الجديدة المسيطرة وكفها عن محاكاتها.
ثالثا: الانشقاق وضياع الوحدة في كيان المجتمع.
ان التخلق بمكارم الأخلاق والمروءة شيء أساسي وضروري في حياة الفرد الذي كثيرا ما تهاون في الالتزام بها ،فكانت سببا في هلاكه في الدنيا والآخرة دون أن يشعر . ان المروءة هي من مكارم الاخلاق التي بعث من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".هذه الأخلاق التي تعمل عمل "الإسمنت "في تماسك المجتمع فان ذهبت أخلاقهم ذهبوا


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)