احتفلت الجزائر أمس، بالذكرى 54 لتأسيس الحكومة المؤقتة الجزائرية، التي جاءت بعد أربع سنوات من اندلاع الثورة التحريرية المباركة، حيث توالت الضربات الموجعة التي كان يكبدها جيش التحرير الوطني للمستعمر الفرنسي،مما أرغم السلطات الفرنسية إلى سلك سبيل المفاوضات وتقديم مشاريع سياسية ، لتصرح في الأخير أنها لم تجد من تفاوضه في الساحة السياسية الجزائرية، كان هذا التصريح كفيل بتأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة إذانا ببناء الدولة الجزائرية الحديثة .
وجاءت هذه الحكومة المؤقتة تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية في اجتماعه المنعقد في القاهرة من 22 إلى 28 أوت1958، والذي كلف فيه لجنة التنسيق والتنفيذ بالإعلان عن تأسيس حكومة مؤقتة ،استكمالا لمؤسسات الثورة وإعادة بناء الدولة الجزائرية الحديثة،ووضعت الحكومة المؤقتة السلطة الفرنسية أمام الأمر الواقع، وهي التي كانت تصرح دائما أنها لم تجد مع من تتفاوض، وعرفت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ثلاث تشكيلات من 1958 إلى 1962.
وقد ضمت الحكومة الجزائرية المؤقتة العديد من الشخصيات القيادية آنذاك على غرار الرئيس فرحات عباس وكذلك كريم بلقاسم كنائب لرئيس الحكومة المؤقتة، كما ضمت الحكومة أيضا وأول رئيس للجزائر الاستقلال فيما بعد احمد بن بلة، والعديد من الشخصيات البارزة في تلك الفترة، في حين ضمت الحكومة المؤقتة تشكيلات مختلفة بداية من يوم الإعلان عنها في 19 سبتمبر عام 1958، إلى غداة الاستقلال عام 1962 .
حيث كان يترأس التشكيلة الأولى منذ الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة، فرحات عباس في سنوات 1958 - 1960، وكذلك سنوات 1960 – 1961، لتأتي التشكيلة الثالثة مغايرة لأولى والثانية بعد وفاة فرحات عباس، وترأسها يوسف بن خدة من سنة 1961-1962 قبل الإعلان عن فجر الاستقلال في 5 جويلية من نفس السنة.
وبهذه المناسبة أكد المجاهد رابح مشحود في اتصال ل سياسي" بان الحكومة الجزائرية المؤقتة ساهمت وبشكل كبير في التعريف بالدولة الجزائرية الحديثة قبل الاستقلال دبلوماسيا لأنها كانت عبارة عن دولة غير معترف بها وساهمت بقسط كبير في إذاعة صيت الثورة الجزائرية من خلال الأمم المتحدة، والعديد من المؤتمرات الدولية آنذاك من اجل التعريف بالقضية، ويضيف نفس المتحدث في سياق ذي صلة بان هذه الحكومة المؤقتة بقيادة فرحات عباس كانت وراء إصدار أول جواز سفر جزائري محض يستطيع الفرد أن يتنقل به بإسم دولة الجزائر.
وأشار مشحود بان هذه الحكومة المؤقتة جاءت بعد اتفاق مع الكثير من أعضاء والمجاهدين أنداك وهم "الدكتور محمد أمين دباغيين الذي كان مسؤول جبهة التحرير في الخارج ومع مصالي الحاج بإضافة إلى بلحول الحسين الأمين العام لحزب الشعب الجزائري للجنة المركزية حول إمكانية تأسيس حكومة مؤقتة ويضيف في نفس الاتجاه المجاهد مشحود أنه كان للجزائر ما تريد بتعيين فرحات عباس كأول رئيس للحكومة المؤقتة لأن فرنسا كانت تعتبره الأقرب إليها من حيث التفكير لأنها كانت تضن انه يفكر كما يفكر المستعمر من حيث فكرة المساواة والإدماج، فكانت الدول العربية المستقلة أنداك هي السباقة للاعتراف بالحكومة الجزائرية المؤقتة.
فيما أكد الدكتور والباحث في التاريخ بن بنعمان أحمد في اتصال ل "سياسي" بان تشكيل الحكومة المؤقتة ساهم العديد من الرموز في تشكيلها لأنه ليست بالشيء السهل أن يتم تشكل حكومة في ظل الثورة، ويضيف في نفس السياق بان من الذين شكلوا هذه الأخيرة محمد أمين دباغين مسؤول جبهة التحرير الوطني في الخارج رفقة عدة أسماء ناضلت وساهمت في تشكيلها .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد نور رحاب أحمد لعلاوي
المصدر : www.alseyassi.com