الجزائر

الإعلامية والمنشّطة الإذاعية فتيحة عويسي ل "المساء":العمل الإعلامي تضحية وعطاء



الإعلامية والمنشّطة الإذاعية فتيحة عويسي ل
يلقّبها زملاؤها ب “فتيحة الميدان” لشدة ارتباطها بالعمل الميداني رغم أن دراستها الجامعية كانت في مجال العلوم القانونية والإدارية، إلا أن شغفها بالإعلام واندفاعها الشديد لإيصال انشغالات المواطنين، دفعها إلى اقتحام عالم الصحافة المسموعة، فأضحى صوتها الشجي يصدح في بيوت كل الجزائريين من خلال ما تعدّه من برامج على أمواج أثير القناة الوطنية الأولى. تحمل بداخلها حلما تتمنى تحقيقه بعد 14 سنة ميدانية، وهو الإشراف على برنامج تفجّر فيه كامل خبرتها.نتحدث عن الإعلامية والمنشّطة فتيحة عويسي التي استضافتنا بمنزلها، وكان لنا معها هذا اللقاء.

المساء: بداية، هل لك أن تقدمي لنا بطاقة فنية عن الإعلامية فتيحة؟
الإعلامية فتيحة: كنت أحلم منذ طفولتي بممارسة العمل الإعلامي، وكانت لديّ بعض المقالات في قضايا مختلفة، وما زاد من شغفي للمهنة أنني كنت أراسل بعض الجرائد، غير أن مقالاتي لم تكن تُنشر، وكنت وقتها أحضّر لشهادة البكالوريا. وبعد دخولي الحياة الجامعية تعاونت مع جريدة “الجمهورية”؛ حيث كنت أشرف على تحرير بعض المقالات الخاصة بالحياة الجامعية، إذ كنت أدرس الحقوق حينها بجامعة وهران. وبعد تخرّجي أوكلت إليَّ مهمة الإشراف على التحقيقات الاجتماعية بالجريدة؛ حيث نشطت فيها لمدة ثلاث سنوات، بعدها انتقلت إلى الجزائر العاصمة؛ حيث كانت انطلاقتي الأولى في الحياة المهنية الإعلامية عام 1999 في البرنامج الإذاعي “صباح الخير” وبرنامج “مساء الخير” كمحققة بالقناة الأولى، أشرف على التحقيق في القضايا الاجتماعية، وهو في البرنامج الذي كان يعده الإعلامي كريم بوسالم يوم كان يعمل بالإذاعة، في تلك الأثناء شعرت أن حلم طفولتي تحقق.

ما نوع البرامج التي أشرفت عليها؟
في الواقع أشرفت على إعداد الكثير من البرامج التي تباينت بين ما يخص الشباب، على غرار برنامج “نيوجيل” كوم تحت إشراف المخرج شنيوني، الذي تعلّمت على يديه المعنى الحقيقي للعمل الميداني؛ من خلال نقل انشغالات المواطنين. بعدها أشرفت على برنامج “جيل الشباب”، ومن ثمة برنامج “شباب كوم”، حيث كنت أقوم بالإعداد للروبورتاجات، والإشراف على تقديم البرنامج رفقة بعض الإعلاميين. و في 2007 أشرفت على برنامج مختلف يخص فئة المعاقين. وبعد أن تكونت لديّ خبرة مهنية أشرفت على إعداد ثلاثة برامج مختلفة في وقت واحد، على غرار برنامج “أضواء على مكان” الذي يهتم بالمعالم الأثرية والتاريخية وينقل شهادات صنّاع الثورة بمختلف ربوع الوطن، وبرنامج “تراثيات”. وفي 2012 عدت إلى البرنامج الذي تكونت فيه، وهو البرنامج الخاص بالشباب وانشغالاتهم، دون أن أنسى البرنامج الخاص بمكافحة المخدرات. واليوم أوكل إليَّ العمل الإداري بالإشراف على البرامج الثقافية والتربوية.

ما هو البرنامج الذي كان له صدى كبير؟
أريد أن أوضح أني أختار المواضيع ذات الطابع الاجتماعي التراثي والتاريخي بنفسي، بعدها أخرج للميدان للتقرب من الأشخاص المعنيين بموضوعي؛ سواء كانوا معاقين أو مسنين أو شبابا، ولا أحصر عملي في العاصمة، بل أحب كثيرا الخروج إلى المناطق النائية بمختلف ربوع الوطن، ومن ثمة أتولى بنفسي تقديم برنامجي؛ لأني الأعرف بكل خباياه. وعلى الرغم من أني تكونت وعملت كثيرا بالبرنامج الخاص بالشباب، غير أني أعتقد أن من بين البرامج التي كان لها صدى كبير، برنامج “أضواء على مكان”، الذي تمكنت من خلاله من الحصول على شهادات حية ونادرة لمجاهدين، إلى جانب البرنامج الخاص بمكافحة المخدرات، وهو البرنامج الذي تمكنت فيه من نقل انشغالات المدمنين بمختلف ولايات الوطن وعلى الحدود.

يلقّبك زملاؤك بفتيحة الميدانية، ماذا أكسبك العمل الميداني؟
أعتقد أن العمل الصحفي مرادف للعمل الميداني، وبحكم أني أقوم بالكثير من الروبورتاجات الميدانية زاد رصيدي المعرفي حول تراث وعادات وتقاليد وثقافة مجتمعنا، وأدركت من خلال البرامج الخاصة بالشباب الذين أشرفت عليهم، أن انشغالاتهم أبعد بكثير من تلك التي يحملها الشباب بالعاصمة. ولا أخفيكم، خبرتي المهنية جاءت نتاج احتكاكي المباشر بمختلف شرائح المجتمع؛ حيث تعلمت المعنى الحقيقي لمفهوم المهنية في الإعلام.

هل تؤيّدين مقولة إن الإعلام مهنة المتاعب؟
طبعا هي مهنة المتاعب، ولكني أعتقد أن حلاوة المهنة تكمن بما تحمله من متاعب. وعلى الرغم من أني اليوم مسؤولة عن الأنشطة التربوية والثقافية، غير أن حبي للعمل الميداني جعلني أمارسه بالخروج للقيام بروبورتاجات ميدانية؛ كوني أشرف اليوم على البرنامج الخاص بالمخدرات، ومن ثمة فأنا أقاسم ما يعيشه الغير من متاعب وانشغالات أسعى لإيصالها للجهات المعنية. وصدّقوني، وقفت عند أشخاص لا يعرفون حتى ما هو الميكروفون؛ لذا أعتقد أن العمل الصحفي عطاء وتضحية قبل كل شيء، كما أنه يعطي صاحبه متعة خاصة.

كيف تقيّمين العمل الإعلامي اليوم؟
أعتقد أن العمل الإعلامي هو عمل إبداعي ورسالة ينبغي أن نوصلها بكل صدق وأمانة، وبالتالي نحن مطالَبون أمام المنافسة القوية لمختلف وسائل الإعلام، بالعمل الجاد؛ لأن البقاء للأجدر من حيث السبق الصحفي، لذا نسعى بالقناة الأولى لتفعيل وتنويع البرامج ومد الجسور مع الإذاعات الجهوية لتكريس التبادل، ومن ثمة أعتقد أن العمل الإعلامي يعيش منافسة كبيرة في ظل الانفتاح، يكون فيها البقاء للأصدق والأقدر على نقل الرسالة بكل أمانة.

هل هناك تكريس لحرية التعبير؟
على الرغم من أن قانون الإعلام الجديد كرّس نوعا من حرية التعبير، إلا أني أعتقد أنها لاتزال محدودة، في الوقت الذي أصبح مواطن اليوم يتمتع بوعي كبير ويبحث عن المعلومة الصادقة، بدليل أن البرامج التي نملك فيها خطّا مفتوحا نتلقى عن طريقها العديد من الاتصالات للاستفسار والبحث في حقيقة بعض القضايا التي نطرحها للنقاش.

إلامَ تطمحين بعد الخبرة الطويلة في العمل الإذاعي؟
أحب كثيرا البرامج التي لها صلة بالمواطن بمختلف الشرائح العمرية والفئات الاجتماعية؛ لأنها برامج تستقطب اهتمام الناس؛ الأمر الذي يسهم في إنجاحها، لهذا أفكر في الإعداد لبرنامج قوي، أفجّر فيه كامل خبرتي ويكون لديه صدى كبير.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)