تعد مناطق التوسع الفلاحي بولاية سطيف من أكبر مشاريع قطاع الفلاحة المستقبلية الطموحة، حيث كشفت مصادر من الديوان الوطني للأراضي الفلاحية بالولاية ل”الفجر” عن منح ما يزيد عن 1000 عقد امتياز للفلاحين فيما يخص المستثمرات الفلاحية خلال الصائفة الماضية. غير أن العشرات من المشاكل والعراقيل على غرار ما يسمى بمافيا العقار الذي تشهده الولاية بكثرة مؤخرا، جعل جهود الدولة تذهب أدراج الرياح. ولعل الأراضي الفلاحية لقرية دراواة التابعة لبلدية تالة إيفاسن، شمال الولاية نموذجا حيا للواقع الأليم، هذه القرية الفلاحية كانت أحد أهم المزارع التي تربع عليها الكولون الغربي إبان الحقبة الإستعمارية تحت وطأة أحد المعمرين، والذي استطاع أن يصدر من خلاها الكثير من المنتوجات إلى الخارج، حسب ما روي لنا من طرف أبناء المنطقة، وهي المنطقة التي رأت النور بعدما لقيت اهتماما كبيرا من طرف الدولة بعد الإستقلال، من خلال تقديم كافة الإمكانيات المادية للفلاحين خلال فترة ما يسمى بالثورة الزراعية. لكن أمر هذه المزرعة الغناء لم يعد بخير خلال السنوات الأخيرة، بعدما طالها نهب من طرف عدة جهات. وسوف تكشف التحقيقات التي تباشرها المصالح المعنية حسبما تلقيناه من معلومات من طرف مصادر موثوقة خلال الأيام القليلة القادمة عن هوية المتورطين في القضية، لاسيما أن الإسمنت بدأ يكتسح مساحات معتبرة منها، الأمر الذي دفع مصالح البلدية للجوء إلى تدخل القوة العمومية قصد توقيف هذا الزحف لعدة مرات، بعدما فشلت كل مساعيها السلمية في تحقيق ذلك لكن بدون جدوى. ونشير إلى أن هذه الأراضي التي كانت بالأمس ملكا للدولة تحولت قطعا معبرة منها للخواص بطرق تبقى عليها علامات استفهام كبيرة، في حين تؤكد مصالح البلدية أنها قد قامت بتجميد مشروع للبناءات الريفية بذات الأراضي بسبب طبيعتها التي تصلح للفلاحة منها للتعمير.
وفيما يخص بنايات الخواص فهي قيد التحقيق من طرف المصالح المعنية، وقد بوشر ذلك خلال الأشهر الماضية. وحسب ذات المصالح فإن التدابير اللازمة لتنظيم وضعية هذه الأراضي سيتم اتخاذها مباشرة بعد نهاية التحقيق بحيث ستستغل وفق الطرق القانونية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سفيان خرفي
المصدر : www.al-fadjr.com