الإسمنت يغزو سهل بني سليمان بالمدية

كشفت تقارير مديرية المصالح الفلاحية عن التراجع الكبير بالمجال، نظرا لغزو الإسمنت المسلح للأراضي الفلاحية التي تزخر بها المنطقة، فسهل بني سليمان اليوم بات مهددا اكثر مما مضى بغزو الإسمنت، من خلال برمجة العديد من المشاريع التي لها علاقة بقطاع الفلاحة، كسد الصافي الذي خصص لسقى الأراضي الفلاحية بذات المنطقة، بالرغم من التوجه الجديد للحكومة وتعويلها على الاستثمار في المجال الخالق للثروة.واستفادت بلدية بني سليمان من مشروع القطب الحضري الذي يضم 1400سكن بمختلف الصيغ، الى جانب عدة مشاريع اخرى حجزت لها مواقع على حساب المساحة الاجمالية للسهل، كمشروع معهد الغابات، والذي تشرف به الاشغال على الانتهاء، بالإضافة إلى مشروع مركز للتكوين المهني ومشاريع سكنية أخرى، على غرار مشروع 80 و120 سكن اجتماعي، وكذا مشروع غرف التبريد ومؤسسة لإعادة التربية والتأهيل، والتي انطلقت بها الاشغال مؤخرا مجمل هذه المشاريع. وبالرغم من أهميتها في دفع عجلة التنمية، إلا أنها تبقى نقطة سوداء وجريمة حقيقية في حق الأراضي الفلاحية بمنطقة بني سليمان المشهورة بأراضيها الخصبة وسهلها المترامي الاطراف. وصرح عدد من الفلاحين الذين التقت بهم ”الفجر” أنه كان على الأجدر بالسلطات المحلية، أن تخصص لمثل هذه المشاريع مساحات في أعالي منطقة سيدي الربيع او سيدي العكروت باعتبارها أراض صالحة للبناء وغير فلاحية، وهو ما كان يتمناه معظم الفلاحين في بني سليمان.وعن سبب غزو الإسمنت الرهيب للأراضي الفلاحية، أجاب ذات المتحدثون ان سهولة استغلال الاراضي الفلاحية في مجال البناء تعود إلى هذه الأخيرة، معظمها اراضي الكولون، أي تعود ملكيتها للدولة، وأن أملاك الخواص في بني سليمان قليلة جدا، ما ساعد على سهولة الاجراءات الادارية لتحويلها إلى كتل إسمنتية بدل حقول خضراء. وفي هذا الصدد، يتساءل فلاحو بني سليمان عن سر صمت الجهات الوصية، خاصة مديرية المصالح الفلاحية ومديرية الغابات، للحد من ظاهرة غزو الاسمنت للأراضي الفلاحية بالمنطقة، خاصة عند اختيار الاراضي لإنجاز المشاريع. كما طرح الكثير من فلاحي المنطقة الغيورين على سهلهم عن جدوى إنجاز مشاريع مثل سد الصافي وغرف التبريد ومعهد الغابات، وكلها مشاريع لها علاقة بالفلاحة إذا بقيت سياسة السطو على الاراضي الفلاحية مستمرة في بني سليمان؟!.