16/ هنالك خطة أخرى للجواب عن ذلك السؤال:ذلك أن كثيراً مما نسميه اليوم أركان الحكومة، وأنظمة الدولة، وأساس الحكم، إنما هي اصطلاحات عارضة،وأوضاع مصنوعة،وليست هي في الواقع ضرورية لنظام دولة نريد أن تكون دولة البساطة، وحكومة الفطرة، التي ترفض كل تكلف، وكل ما لا حاجة بالفطرة البسيطة إليه.وكل ما تمكن ملاحظته على الدولة النبوية يرجع عند التأمل إلى معنى واحد،ذلك هو خلوها من تلك المظاهر التي صارت اليوم عند علماء السياسة من أركان الحكومة المدنية، وهي في حقيقة الأمر غير واجبة، ولا يكون الاخلال بها حتماً نقضاً في الحكم، ولا مظهراً من مظاهر الفوضى والاختلال، فذلك تأويل ما يلاحظ على الدولة النبوية مما قد يعد اضطراباً.17/ كان محمد صلى الله عليه وسلم يحب البساطة، ويكره التكلف. وعلى البساطة الخالصة التي لا شائبة فيها قامت حياته الخاصة والعامة، كان يدعو إلى البساطة في القول والعمل، كما في حديثه مع جرير بن عبد الله البجلي(الكامل للمبرد ج1 ص4 المطبعة العلمية): ”ياجرير إذا قلت فأوجز، وإذا بلغت حاجتك فلا تتكلف”..كان يعاشر الناس من غير تكلف، ويجري معهم على منهج البساطة، وقد ”روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يمازح أصحابه.. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كانت في النبي صلى الله عليه وسلم دعابة ”وكان يقول لأصحابه ”إني أكره ان أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه”وروى أنه صلى الله عليه وسلم”ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً وفي حديثه لأبي موسى الأشعري يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا”...يتبع
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com