الإسلام السياسي موسوعة أفكار يؤمن رواده بإمكانية تطبيقه نموذجا لنظام حكم يرتكز على الشريعة الإسلامية و يستمد من القرآن و السنة قوته و يسعى مَن يصلون إلى سدة الحكم من المؤمنين بهذه الأفكار إلى إظهار الإسلام على أنّه نموذج حكم ناجح و صالح لكل زمان و مكان مهما اختلفت البيئة الجغرافية و الديمغرافية و ليس دينا فحسب.و عمدت واشنطن إلى التعتيم على الإسلام السياسي منذ زمن بعيد واصة إيّاه بالإسلام الأصولي المفضي إلى الإرهاب و عززت صحة تعريفها للمصطلح بعد أحداث سبتمبر 2001 و عمِدت قبل ذلك في 1994 إلى عقد مؤتمر دولي لمناقشة خطورة الإسلام الأصولي على بلدان شمال إفريقيا وتناول المؤتمرون محاولة إيران تسويق الثورة الإسلامية نحو السودان ثم الجزائر.و يضيف مفكرون إسلاميون أنّ الإسلام السياسي الوحيد من الناحية التاريخية الذي استطاع أن يكوّن نواة لمؤسسات سياسية و اجتماعية عكس كل الأديان التي سبقته.و غالبا ما يصطدم المؤمنون بالإسلام السياسي بخصومهم من الليبراليين العلمانيين الذين يرون في الحكم بالشريعة الإسلامية خطرا على التقدم الديمقراطي و يتهمون الإسلام السياسي بالنشأة و العمل في الخفاء بما يتنافى مع أصول الديمقراطية و الشفافية متناسيين أن الأنظمة الأتوقراطية خاصة في البلاد العربية هي مَن حاربت الإسلام السياسي منذ زمن حسن البنا و سيد قطب .و رغم ذلك فإنّ الإسلام السياسي استطاع أن يثبت وجوده و يخرج إلى العلن و استقطب كثيرا من الناس و كوّن قوّة شعبية في الشارع من مختلف الفئات العلمية و الاجتماعية و في أحيان أخرى الوصول إلى مؤسسات الدولة و الحياة التشريعية و تكوين الحكومات كما وصل في تركيا و مصر و إيران إلى منصب رئيس الجمهورية.و للإعلام الغربي و مثقفيه وأكاديمياته الدور الكبير في إخراج الإسلام السياسي إلى الواجهة و كان الاهتمام بالموضوع منذ أحداث سبتمبر مع أنّ الإسلام السياسي ضارب في القدم و التوغل في جماهيره منذ مقتل الخليفة عثمان بن عفّن رضي الله عنه و بالتالي كانت التعريفات التي قدّمتها الولايات المتحدة و الغرب إجمالا حول الموضوع هي المرجع في التعرّف على الإسلام السياسي و غالبا ما كان التعريف مجانبا للحقيقة في كثير من الأحيان و الأمر مقصود لأنّ هدف الإمبريالية الغربية بعد القضاء على الشيوعية و انهيار الإتحاد السوفياتي التحول إلى معاداة الإسلام و السعي إلى تأليب الرأي العام العالمي ضده و قد ساعدها في ذلك عناصر عديدة منها الفهم الخاطئ للغربيين للإسلام و أيضا تجنيد مجموعات إرهابية من المسلمين أنفسهم من أجل تشويه الإسلام و التأكيد أنّه لا يستطيع أن يرقى إلى إسلام سياسي يعطي البديل و يشرِّع و يحكم . بل و ربطت وجود الإسلام السياسي في بقعة ما بالتخلف العلمي و الثقافي و الاقتصادي و انتشار بؤر الجوع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz