الجزائر

الإسلاميون



الإسلاميون
بغض النظر عن مدى صحة نتائج الاستفتاء الشعبي حول المصالحة الوطنية عام ألفين وخمسة، فالظاهر هو أن أغلبية الجزائريين أو على الأقل أغلبية المشاركين في الاستفتاء، صوتوا لصالح مشروع المصالحة الذي أسقط كل التهم عن الإرهابيين وأمرائهم... وللتذكير والتنبيه فقط، نقول بأن الأغلبية الساحقة من وجوه الطبقة السياسية والإعلامية والناشطين في المجتمع المدني باركوا يومها المشروع ونتائج الاستفتاء ولواحقه التطبيقية، لا لقناعتهم بمحتواه، وإنما لأن الواقف وراء المشروع هو رئيس الجمهورية.. اليوم نسمع ممن ساند بالأمس القريب مشروع الصفح عن الإرهاب وأمراء الإرهاب يحذر من مخاطر الإسلاميين، فهل يقبل ممن صفق بحرارة لقرار العفو عن مدني مزراق ومن كان معه بالجبال أن يحذر اليوم من جاب الله ومناصرة وبوجرة وربيعي وعكوشي؟... لهؤلاء المصفقين بالأمس والمحذرين اليوم نقول اتركوا الأجواء نظيفة رجاء.
ونعود إلى موضوع الإسلاميين والمخاطر التي قد تترتب عن فوزهم في تشريعيات نهاية هذا الأسبوع ونقول، بأن كل إسلاميي اليوم كانوا متشددين في وقت سابق، وكانوا يرفضون بالمطلق الرأي الآخر لغير الملتحي والمختلف معهم ولا نقول الرافض لتطبيق ما يرونه منزّلا من السماء، والنقاش الوحيد الذي كان ممكنا معهم هو كيفية تطبيق كتاب الله، وعليه فقد كانوا جميعا وبهذه الصيغة أو تلك مع ''لا ميثاق لا دستور.. قول الله قول الرسول''... الآن وبعد التجربة المريرة لهم وللجميع، اقتنع هؤلاء الإسلاميون قبل غيرهم بأن ما كانوا يدعون له ليس الإسلام ولا كتاب الله، وإنما وجهة نظرتهم في الإسلام وفي كتاب الله، وما دامت وجهات النظر هذه ليست واحدة، بدليل وجود أكثر من حزب إسلامي في الساحة الوطنية الواحدة، فإن في الأمر اختلاف، وعليه فمن الطبيعي قبول الفكر الآخر، وهذا ما تم بالفعل.. داخل التيار الإسلامي في مرحلة أولى ثم خارج هذا التيار في مرحلة لاحقة.. ومع الأيام وفي خضم الأحداث والممارسات أثنى عباسي مدني على اليسارية المتبرجة لويزة حنون وتهجم على الإسلامي الملتحي جاب الله الذي رد عليه بالقول ''يحشر الإنسان يوم القيامة مع من أحب، فالذي أحب لويزة حنون يحشر مع لويزة حنون، والذي أحب جاب الله يحشر مع جاب الله''... وفي خضم الممارسات شاهد الجزائريون عبر شاشات التلفزيون المتشدد علي بلحاج يتظاهر بساحة أول ماي إلى جانب اللائكي سعيد سعدي، ويشد أزره في مواجهة السلطة وأجهزتها، فهل هناك تطور أهم وأكبر من هذا؟.. لنفرض أن كل الإسلاميين شاركوا في استفتاء نهاية هذا الأسبوع، فهل نتصور أن علي بلحاج مثلا يصوت ل:أبوجرة؟... المؤكد أنه لن يتخندق إلا مع لويزة حنون التي دافعت عنه وعن حقه في الحركة والنشاط ووقعت على وثيقة ''سانت جيديو'' التي وقعها القيادي ''الفيسي'' أنور هدام، وهذا في الوقت الذي كانت فيه جماعة أبوجرة متخندقة مع السلطة ويؤازرونها في حربها ضد فلول ''الفيس'' المحظور.
ضمن هذه التطورات يفترض أن يقرأ ما نسب إلى أبوجرة من أن حركته حركة برغماتية، بمعنى أن محركها هو حساباتها المصلحية... وضمن هذا المجرى يقول جاب الله بأنه لا يمانع ترشيح من يراه أهلا ولو من خارج التيار الإسلامي ضمن قوائم حركته، وهو ما يعني أن هؤلاء الإسلاميين أصبحوا لا يمانعون ولا يجدون حرجا في التعامل مع الآخر بغض النظر عن تفكير ورؤية هذا الآخر... فمرحى بهذا التغير والتغيير.
larbizouak@yahoo.fr




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)