في فترة حاسمة من تاريخ مصر الحديث - مصر بعد الثورة - ساد المشهد السياسي المصري بعض التوتر وكثيرا من القلق على المستقبل، خاصة والشعب المصري يستعد لاختيار رئيسه الجديد بعد ثورة شعبية قادت إلى سقوط حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. إنها الوضعية التي تشبه إلى حد ما المشهد الجزائري قبل عشرين عاما من الآن؟ فهل هو مشهد الإسلاموية الخادعة يتكرر من جديد؟ وهل هو التاريخ يعيد نفسه؟
إن الصعود الملفت للإسلامويين والتراجع الملاحظ في صفوف الديمقراطيين بمختلف مشاربهم يدل على حجم الخيبة بعد سنوات طويلة من الاغتصابات السياسية المتلاحقة. إن الانحراف الكبير في مصر قبل الثورة سيؤدي دون شك إلى ردة فعل غير محسوبة العواقب، هي ردة فعل لمعسكر المحبطين الممتد على كافة المستويات. يدور الآن حديث عن الذود عن مكاسب الثورة من جهة، وحديث آخر عن استلاب السلطة من طرف فلول النظام السابق ومؤسسة الجيش، وبين هذا وذاك هناك أزمة غذاء قد ترجح كفة طرف على آخر، وليس هناك أفضل من الإسلامويين الذين يعرفون كيف يستثمرون في مثل هذه الأوضاع، حيث راحوا ينظمون أنفسهم ويستثمرون في مواردهم باستغلالهم لهذا الظرف الحساس قصد توزيع المعونات الغذائية على من فقدوا الأمل في الحصول على الخبز قبل الحصول على المسكن. كأنه المشهد الجزائري يتكرر بتفاصيله في مصر، حيث شرع الإسلاميون بالعمل مع القاعدة لكسب أكبر قدر ممكن من الأصوات، وتعزيز حظوظ فوز مرشحيهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كأنها نفس استراتيجية الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة في الجزائر عشية الانتخابات التشريعية، لا شيء يجعلك تكسب ثقة الناس أكثر من العمل على توفير الحاجيات التي عجزت الدولة عن توفيرها. إنه من خلال أعمال بسيطة وصغيرة يستطيع الإسلاميون من خلال مساعدة الناس الوصول إلى الهدف السياسي بسلوك أقصر طريق. إن عدم كفاءة الجيش في تسيير شؤون البلاد وحلول الفوضى والغموض يعتبر المرحلة اللازمة لتنفيذ الأجندة الموائمة للوصول إلى السلطة تحت هالة الدين.
إن النظام الخائر القوى، العاجز، وغير القادر على تحقيق الاستمرارية في غياب القيادة السياسية سيزيد من فرصة قبول الطرح الإسلاموي الواعد بغد أفضل ينسي المصريين خيباتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إن المستقبل المجهول قد يدفع الناس لاختيار الإسلامويين نكاية وليس استرجاعا للكرامة والحرية والعدالة والرقي الاجتماعي، فهل ستدفع عقدة الكبرياء المصريين إلى الاستجابة لسحر الوهم الإسلاموي الخادع؟ سؤال أجاب وسيجيب عنه المصريون من خلال صناديق الاقتراع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أحمد بلقمري
المصدر : www.djazairnews.info