من المحيط إلى الخليج، ومن باريس إلى داكار، الجماعات الإرهابية تعبث بالأمن الإقليمي والدولي، حياة العشرات من المواطنين مهددة في كل لحظة وفي كل مكان، في الدول المتطورة كما في الدول الفقيرة، الإرهاب يصر على إبادة أرواح الأبرياء، وتعكير صفوالحياة، زرع الدمار والفناء بكل الوسائل وأكثر وحشية. ولأن داء الإرهاب لم يعد يقتصر على الدول الفقيرة والمتخلفة والمستبدة، من الضروري اليوم طرح جملة من الأسئلة:كيف لدول بجيوشها ومخابراتها تفشل في القضاء على مجموعات يتفق الجميع أنها أقلية منبوذة تحت مسميات مختلفة؟ أليس القوة المزعومة التي تظهر بها الجماعات الإرهابية تخفي وراءها معطيات غامضة، على شاكلة أن الإرهاب أضحى أداة من أدوات الصراع الدولي والإقليمي، قصد تمرير أجندة من قبل قوى صنعته وتركته يعبث بالأمن المحلي والإقليمي والدولي؟ هذه الأسئلة وأخرى، تبدو مشروعة في ظل التنامي المطرد للإرهاب وانتقاله من دولة إلى أخرى وامتلاكه لإمكانيات ضخمة جدا تتجاوز أحيانا إمكانيات دولة قائمة بذاتها، فالإمكانيات التي تحوز عليها داعش مثلا وقبلها القاعدة تفوق مقدرات دولا مثل المالي والصومال… ومن هنا فان التفسير الظاهري لتنامي الجماعات الإرهابية يبقى سطحيا، في ظل الغموض الذي يسود عدة ملفات دولية وفي مقدمتها ملف فلسطين، تحطيم العراق وسوريا وليبيا، …. ولكن أيضا الانتقائية في ضربات الإرهابيين التي تستهدف دولا وشعوبا دون أخرى، فهنا يمكننا القول أن الإرهاب ليس أعمى، بل هو بصير.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/11/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com