الجزائر

الإرهابي "المناضل" في الإعلام الفرنسي!



الإرهابي
قلبت الصحافة الفرنسية كافة المفاهيم المتعارف عليها دوليا، وهي تسمي الإرهابيين الذين قضت عليهم قوات الجيش الوطني الشعبي بالمناضلين، لكن الصحف الفرنسية التي تعمدت التشكيك والتغليط لم تكشف عن اسم الحزب أو التشكيلة السياسية التي ينتمي إليها المناضلون الذين يحملون البنادق والمتفجرات والهاون وكل أنواع الأسلحة.في السابع جانفي 2015، استيقظ العالم على خبر تعرض صحيفة "شارلي ايبدو" لهجوم عنيف من طرف "مناضلين" وتبين أن المناضلين الذين سمتهم الصحافة الفرنسية وقتها بالإرهابيين هم مواطنين فرنسيين من أصول جزائرية، درسوا في المنظومة الفرنسية وعاشوا في المجتمع الفرنسي، لكن لا شيء منعهم من ممارسة "نضالهم" بالطريقة التي شاهدناه، ورغم أن الصحيفة الفرنسية تتحمل جزءا كبيرا من الأحداث الدموية التي وقعت في باريس وضواحيها لأنها تعمدت ولسنوات طويلة استفزاز العالم الإسلامي، فإن نفس العالم أدان القتل والتصفية الجسدية من منطلق الإجماع الدولي على إدانة كل أنواع القتل خارج القانون، فلماذا تصر الصحافة الفرنسية على ضرب معايير المهنية والاحترافية المزعومة التي يتشدق بها هؤلاء وهم يتحدثون لنا عن تجاربهم، وعن الحرية المزعومة التي تسقط عنها ورقة التوت كلما تعلق الأمر بالمسلمين والعالم الإسلامي؟لماذا لم تسم الصحافة الفرنسية الإخوة كواشي بالمناضلين في حزب تنظيم الدولة "داعش"؟ هل المصطلحات تتغير بتغيّر الجغرافيا؟ وهل الذين فصلوا رأس الرهينة الفرنسي هرفي قوردال بيار، يوم 24 سبتمبر 2014 عن جسده هم مناضلون في حزب "جند الخلافة" أو "داعش" مثلما أعلنوا عن ذلك في بياناتهم؟الإعلام في باريس يمارس انتهاكات أخرى ضد الحقائق التي لا تخفى على أحد، بل ويمارس أيضا سياسة المس بمؤسسات البلاد، وهو لا يفعل ذلك بمعزل عن السياسيين الذين غالبا ما يفتحون جبهات ضد الجزائر من أجل كسب معارك أخرى تكون دائرة في الجوار من هنا وهناك، لذلك لا يبدو أن الجزائريين يستسيغون ما يصدر عن باريس ولا يضعونه إلا في إطار الأحقاد التاريخية والعداء المستمر الذي تترجمه مثل هذه الخرجات المتعمدة التي تسعى لفتح نقاش غير أساسي.الإعلام في باريس وقف صفا واحدا وراء حكومة بلاده وهي تسير أسراب الطائرات لقصف شمال مالي قبل نحو سنة، ويقف وراءها وهي تشارك في التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا والعراق، ويقف وراءها وهي تشارك قوات حلف الناتو في أفغانستان، ولم يسم الذين تقتلهم القوات الفرنسية وطائراتها بالمناضلين رغم أن من بينهم مدنيين كثر وأطفال ونساء، رغم ذلك لم يطلق عليهم اسم المناضلين فهل "الإرهاب" مناضل في الإعلام الفرنسي عندما يتعلق الأمر بالجزائر فقط؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)