تعود المياه في اتحاد الجزائر، بصفة تدريجية إلى مجاريها الطبيعية، بعد حصول اتفاق بين إدارة النادي والمدير الفني الرياضي عنتر يحيى، بعدما تقرر أن يواصل مهمته مع نادي سوسطارة، حسب البيان الصادر أول أمس، وجاء فيه أن رئيس مجلس الإدارة جلول عاشور والمدير الفني الرياضي عنتر يحيى اجتمعا يوم الخميس، واتفقا على أن يحتفظ يحيى بجميع صلاحياته داخل النادي.غير أن هذا الاتفاق الذي سيجعل حدا لحالة التوتر الحاصلة بين الطرفين، يبدو أنه ألزم عنتر يحيى على قبول بعض الشروط التي كان قد رفضها في بداية مهمته، وهي عودة بعض اللاعبين القدامى لشغل مناصب في الهيكل الإداري للنادي، وسيكون اللاعب الدولي السابق مضطرا للتعامل معهم، ويتساءل بعض الملاحظين، عن طبيعة العلاقة التي ستجمع عنتر يحيى بهؤلاء اللاعبين، خاصة أنهم سيشاركون مباشرة في التسيير الإداري للفريق، غير أن عنتر يحيى اشترط على جلول عاشور عدم تدخلهم في الجانب التقني للفريق.
المطالبة بتفسيرات واضحة
بطبيعة الحال، ارتاحت الأوساط الرياضية لفريق سوسطارة كثيرا لهذا الاتفاق، كونه يسمح بعودة الهدوء إلى النادي، بعد حالة التوتر الكبيرة التي أثرت بشكل مباشر على مسيرة اتحاد الجزائر في البطولة، وظهرت بشكل واضح في تعثريه الأخيرين في البطولة، لا سيما الهزيمة الثقيلة (3 - 1) التي تلقاها الفريق، وكانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، وأدت إلى حصول توتر كبير في النادي، الذي طلب صراحة من عنتر يحيى تقديم استقالته، لكنه رفض هذا الإجراء، لعلمه أنه سيكون الخاسر الكبير من الناحية المالية في حال انسحابه بمحض إرادته، فتمسك ببنود العقد الذي يربطه بالنادي، لعلمه أيضا أن فسخ الإدارة للعقد سيحفظ له كل حقوقه المالية، التي ليس بمقدور إدارة النادي تحملها.
يبدو أن عنتر يحيى تمكن في هذا الصراع الثنائي من لي ذراع جلول عاشور وأعضاء مكتبه، بعدما شعر برفض بعض أعضاء النادي ذهابه، وأصر على مواصلة مهمته في المديرية الفنية. وهذه الأطراف المساندة لعنتر يحيى، تسعى هذه الأيام، إلى دفعه للخروج عن صمته والرد على كل الاتهامات والدعايات التي مست شخصه، وحاولت الإدارة استغلالها في صراعها مع المدير الفني الرياضي، الذي سيضطر هذه المرة، إلى تقديم تفسيرات واضحة عن حقيقة الرواتب التي يتقاضاها اللاعبون المستقدمون إلى النادي.
بين الأطراف المطالبة بضرورة انسحاب يحيى من منصبه، والأطراف المصرة على الوقوف إلى جانبه، ظهرت أصوات تطالب بضرورة الابتعاد عن الصراعات والحسابات الضيقة، التي من شأنها الإضرار بالفريق أكثر، حيث أصبحت تشكيلة سوسطارة تحتل المركز الأخير بنقطتين فقط، بعد خسارتها في قسنطينة أمام فريق السنافر بنتيجة 2 1، وأظهرت وجها ضعيفا من حيث المردود، حسب مدربه الجديد فروجي، الذي قال إن لاعبيه لم يخوضوا بشكل جيد الشوط الأول من اللقاء، مما أثر عليهم كثيرا في ما تبقى من عمر المباراة.
الفوز على "النصرية" ضروري
لم يفلح المدرب فروجي، الذي اختار اللعب ضد شباب قسنطينة بتشكيلة مغايرة عن تلك التي أقحمها أمام أولمبي المدية، هذه المرة، في مسعاه الرامي إلى إيجاد توازنات حقيقة بين الخطوط الثلاثة للفريق. ورغم إدراكه أن أمامه متسع من الوقت لتحسين أداء الفريق وإخراجه من مؤخرة الترتيب، فإن التقني الفرنسي يعرف من جهة أخرى، أنه يتعين الإسراع في تحقيق هذا المبتغى قبل أن يتسارع ضغط الأنصار على لاعبيه.
سيجد فريق اتحاد الجزائر نفسه من جديد أمام تحد آخر، بمناسبة الداربي المحلي الذي يجمعه غدا الأحد مع نصر حسين داي، لحساب الجولة السادسة من الرابطة الاحترافية الأولى. فهي مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، سواء بالنسبة لتشكيلة سوسطارة أو للنصرية، باعتبار أن كل واحد منهما لا زال يبحث عن تحقيق أول انتصار في البطولة، مما يوحي أن مواجهة الغد ستكون على أشدها بين لاعبي الفريقين.
لا أحد يعرف الخيارات التي سيرتكز عليها المدرب فروجي، لدفع لاعبيه إلى انتزاع أول انتصار لهم منذ انطلاق المنافسة، وقد يصعب عليه هذا الأمر، في حال ما إذا تأكد غياب لاعب وسط الميدان وقائد الفريق حمزة كودري والمهاجم أيمن محيوس. فالأول تلقى إنذارا في لقاء قسنطينة، واحتمال حرمانه من المشاركة في الجولة السادسة وارد، بسبب احتجاجه الشديد على حكم تلك المباراة، في حين تعرض اللاعب الثاني لإصابة في الأضلع قد تفرض عليه الابتعاد عن التدريبات لفترة معينة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/12/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ع إسماعيل
المصدر : www.el-massa.com