كشفت الدوائر الأمنية أن المواجهات التي شهدتها الكويت ليل الاثنين اندلعت بسبب قيام "مثيري شغب" بمهاجمة قوات الشرطة وفق "مخطط معد سلفا"، ما يحيل إلى وقوف تنظيم قوي وراء الأحداث.
وذكرت صحيفة "العرب" اللندنية في عددها الصادر الخميس أن نتائج التحقيق أشارت إلى وقوف الإخوان المسلمين بالكويت وراء الاحتجاجات دون أن يكونوا في الواجهة.
ولم تستبعد مصادر مقربة من وزارة الداخلية الكويتية في تصريح للصحيفة التي تصدر من العاصمة البريطانية أن تدخل الاحتجاجات العنيفة في سياق مخطط من التنظيم ألإخواني للانقضاض على السلطة.
وتأتي هذه المعلومات لتدعم تصريحات سبق أن أطلقها قائد عام شرطة دبي ضاحي خلفان عن أن الإخوان يخططون للسيطرة على حكم دول الخليج و أن البداية ستكون من الكويت عام 2013.
وأشار خلفان إلى أنه يتوقع بحلول عام 2016 أن يصبح كل حكام الخليج يملكون ولا يحكمون، مشيرا إلى وجود تنسيق بين إخوان مصر وإخوان الكويت، وقال إن هذه المعلومات وصلت إليه من أجهزة مخابرات غربية.
وتعيش الكويت على وقع أزمة سياسية بين الأغلبية البرلمانية المعارضة "تحالف إخواني قبلي" وبين الأسرة الحاكمة بسبب حل البرلمان ومضمون التعديل الانتخابي وتقسيم الدوائر.
وارتفعت أصوات كويتية كثيرة تطالب بوقف حالة الفوضى التي تسيء إلى صورة البلاد وتهدد استقرارها.
وتساءل مراقبون كويتيون "لماذا التصعيد الآن؟ ولماذا الإصرار على الخروج إلى الشارع ليلة الاثنين والمواجهة بعنف؟".
وفي هذا السياق قالت المصادر إن المخطط كان يريد الاستفادة من احتضان الكويت لمؤتمر دول حوار التعاون الآسيوي لتدويل الأزمة ونشر الغسيل المحلي في الإعلام الدولي.
وقال مراقبون محليون إن إخوان الكويت يطبقون تكتيكات إخوان ومصر وتونس خلال معارضتهما لنظامي مبارك وبن علي، عبر التحرك الإعلامي وتشويه صورة النظام، وتوظيف المنظمات المدنية الأجنبية التي تتصيد الأخطاء لتضخمها.
ويقول هؤلاء المراقبون إن إخوان الكويت، الذين يحلمون بالانقضاض على السلطة كما فعل إخوان مصر وتونس، لا يهمهم ما يمكن أن يلحق صورة الكويت ومصالحها من أذى عبر الاحتجاجات الأخيرة، فالمهم هو مصالحهم، ومصالح التنظيم السري العابر للدول الذي يبايعونه "التنظيم العالمي للإخوان".
ولفتت المصادر في تصريحها ل"العرب" إلى أن الإخوان لا يظهرون في الواجهة كخصم للحكومة التي رعتهم سنوات طويلة ودعمتهم وعينتهم في مواقع مهمة، وإنما يدفعون بأطراف أخرى لتكون رأس حربة مثل ممثلي القبائل وشخصيات يسارية أو قومية معارضة لكنها لا تدري أنها تنفذ أجندة سرية للإخوان ليبدو المشهد وكأنه صراع بين أغلبية وحكومة، دون أن ننسى الزج بالشباب المتحمس ليكون في الواجهة.
وعبّر الكاتب الكويتي حسن علي كرم عن حيرته تجاه ما يمكن أن يجمع بين مكونات أغلبية متناقضة ومتنافرة من حيث المصلحة والانتماء.
وقال "لعل ما يريب حقيقة هو اجتماع مرزوق الغانم التاجر ابن التاجر وابن رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت، وصالح الملا التاجر ابن التاجر، ومالك المؤسسات والشركات والوكالات العريضة والتاجر ابن التاجر ابن الزعيم وابن أخ الزعيم وصاحب الكلمة والحظوة والنفوذ محمد جاسم الصقر، والزعيم التاريخي العروبي الاشتراكي اليساري الدكتور أحمد الخطيب والليبرالي اليساري والبرلماني المخضرم عبد الله النيباري، أن يجتمع كل هؤلاء على مائدة واحدة مع الغوغاء والأغلبية (المضروبة) وتيارات السلف والاخوان ونواب القبائل للنهش والهبش في جسد هذا الوطن".
وكشفت المصادر أيضا عن أن المخطط الإخواني أراد أن يستثمر الخلافات التي تدب الآن بين الأسرة المالكة، ليزيد في إضعافها بالطعن في شرعية الدولة ونظامها السياسي، وإيهام المواطنين بأنهم على أبواب الأزمة الاقتصادية.
وتوقع سياسيون كويتيون أن يفشل المخطط الإخواني في الانقضاض على السلطة، لاعتبارات كثيرة أهمها أن الكويتيين لا يريدون أن تدخل بلادهم "ربيعا" ينتهي بها إلى وضع شبيه بالوضع السوري أو اليمني.
ولا يستبعد هؤلاء أن تغيّر الأسرة الحاكمة بالكويت أسلوبها في رعاية الإخوان إلى التصدي لهم بعد الكشف عن تفاصيل المخطط الانقلابي.
يضاف إلى ذلك أن شعارات الإخوان و"ثوريتهم" افتضح أمرها بالارتماء في الأحضان الأميركية، وهنا يقول فيصل الشايع، عضو مجلس الأمة الكويتي السابق، إن الاخوان افتضحت علاقتهم الوثيقة بالولايات المتحدة الأميركية، وأصبح ما يحدث تحت الطاولة بينهما معروفا ومكشوفا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 00/00/0000
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر تايمز
المصدر : www.algeriatimes.net