يعتبر علم الإنسان أو الأنثروبولوجيا علم قديم-حديث في نفس الوقت، فلقد حاول الكثير من العلماء وصف المجتمعات في العصر القديم كما وصفوها في العصر الحديث أيضا، وأن مظاهر الحياة الثقافية والاجتماعية لم تغب عن الساحة البشرية عبر مراحل تواجد الإنسان على وجه المعمورة. لقد كان لحب الإطلاع الذي أبداه اليونان ومن بعدهم الغرب حيال المجتمعات البشرية الأخرى دور هام في ترسيخ الجذور التاريخية لعلم الأنثروبولوجيا (الإثنولوجيا)، وذلك من خلال محاولاتهم تحديد أوجه التشابه والاختلاف بينهم وبين هذه المجتمعات. لقد تم وضع أسس الأنثروبولوجيا كعلم أو كتخصص في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، على الرغم من أن الكثير يعتبر "هيرودوت" (القرن الخامس قبل الميلاد) هو أب التاريخ والأنثروبولوجيا باعتباره أول من قام بوصف ودراسة المجتمعات غير اليونانية وتقاليدها وبالتالي اعتبار الأنثروبولوجيا هي الأقدم بالنسبة للعلوم الإنسانية. ''فأعمال العالم هيرودوت (البطل الأسطوري) الذي أسس لعلم التاريخ والجغرافيا المقارنة والإثنولوجيا'' ، كان لها الدور الهام في ذلك، والخطاب السائد آنذاك، اعتبر المجتمعات غير اليونانية "برابرة".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مرقومة منصور
المصدر : التدوين Volume 8, Numéro 1, Pages 80-85 2016-12-02