ان المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف يتابع باهتمام الوضعية الاجتماعية لفئة تشكل احد الطابوهات في المجتمع الجزائري وهي الأمهات العازبات وأطفالهن ، و بما ان حقوق الإنسان هي المعايير الأساسية التي لا يمكن للناس العيش بدونها بكرامة كبشر. وهي حقوق عالمية غير قابلة للتصرف ومتأصلة في كرامة كل فرد .
وحرصا من المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف على الاهتمام و التعاطي مع هذا الملف من ناحية أن الأمهات العازبات هن ضحية للقهر الاجتماعي والتفكك الأسري ، بغض النظر عن أصابع الاتهام التي يوجهها المجتمع لهذه الفئة '' الأمهات العازبات "، فإن المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف في متابعة هذا الملف تحت رئاسة السيد هواري قدور رئيس المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف ، أول ما سجله فيما يخص هذه الشريحة هو ما تعانيه من هشاشة و إقصاء يجعلها أكثر عرضة لمختلف أنواع و أشكال العنف والتمييز ، خصوصا أن مسار الأمهات العازبات ، هو مسار صعب مليء بالأشواك والهزات النفسية يترجمه واقع انساني محطم وأمية وظروف اجتماعية مزرية.
و بعدما هددت في الايام الاخيرة ، مجموعة من النسوة برفقة أطفالهن في ولاية الشلف بالانتحار الجماعي حرقا أمام مقر الولاية ، وذلك تعبيرا عن عدم اكتراث السلطات المحلية بمطلبهن وتهديدهن المستمر بطردهن من دار العجزة الكائنة بحي مداحي للتشرد في الشوارع بعد إفراغها من المسنين ونقلهم إلى دار العجزة بواد الفضة مع إقدام الوصاية على قطع التيار الكهربائي والماء عنهن وتحول بيوتهن إلى شبه مقبرة للخردة والجرذان ، وفي غياب تام من يكفلهن أو يعيلهن من طرف السلطات او الجمعيات الخيرية .
و لهذا فان المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف يعبر عن استيائه من الخطابات الرنانة من طرف بعض المسؤولين التي لا تعكس الصورة الفعلية للوضع الحقيقي ، حيث يصرحون دوما بأن الجزائر حققت تطورا غير مسبوق في مجال حماية الأمهات العازبات والنساء ضحايا كافة أشكال العنف، حيث يؤكدون فيما يخص الأمهات العازبات بان الوزارة الوصية تنتهج مخططا قطاعيا يرتكز على إعادة الاعتبار المهني والتعليمي والإدماج الاجتماعي للمرأة ضحية الآفات الاجتماعية .
و للاطلاع على الحقائق المرة على مستوى ولاية الشلف ، فان المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف يحاول أن يلقي الضوء على أمهات عازبات اللواتي قست عليهن الحياة من طرف المجتمع و كذلك القائمين على القطاع ،حيث في دار العجزة قامت تلك النسوة باتخاذ أطلالها برفقة أبنائهن مخبأ يقمن فيه ويحفظهن من الحر والأمطار ،ولم تخف بعض المتشردات في معرض حديثهن أوضاعهن المزرية وتوسل المتشردات إلى تدخل وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة و كذلك والي الولاية الشلف لمساعدتهن وانتشالهن من مخالب المزيرية ووقف تنقلها إلى أبنائهم.
المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف يحاول أن يعطي صورة من ثلاثة مشاهد صامتة تلخص معاناة الأمهات العازبات وأطفالهن .
- المشهد الاول : السيدة ب .فتيحة انحدرت من بلدية واد سلي بعد طردها من بيت والدها برفقة ابنها رائد في عامه الثاني فهي تعيش من منحة تمدرس مواصلة مسارها الدراسي لنيل شهادة الماستار في علم الآثار بجامعة حسيبة بن بواعلي بالشلف وتشتكي من مضايقة بعض المسؤولين واستفزازاتهم لها وعدم استقبالها وتضييق الخناق عليها للخروج من المقبرة للشارع برفقة طفلها .
- المشهد الثاني: السيدة م. سامية تعاني نفس مشهد سابقتها طردها والدها من البيت برفقة طفلها في شهره السادس ، استرسلت في صراخها وتوسلها لانتشالها من براثين المعاناة
بنبرة حازمة، تقول سامية وهي أم عازبة ، تبلغ من العمر24 في شهادة مؤثرة تعكس الإقصاء الذي تعاني منه اكثر 3000 أم عازبة الجزائريات كل عام في وضعها، “إني أكافح من أجل ابني رغم نظرة المجتمع وحكمه القاسي”.
وتؤكد سامية انها تعيش “يوميا مواقف جارحة ومهينة” لكنها “ترفض” ان يتعرض ابنها للمواقف نفسها، لهذا السبب تقدم كل التضحيات، في غياب الرعاية الاجتماعية، لتوفر له الأفضل.
- المشهد الثالث: السيدة عائشة تبلغ من العمر43 سنة تعجز عن الكلام وتعاني من المرض ، تفتقد لمعيلها تفترش الورق المقوي ، تقتات من فضلات المزابل أو بما تجود به عليهن الأخريات.
المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف يتسائل من السلطات الوصية « لماذا قطع التيار الكهربائي والماء وتحويل دار العجزة إلى شبه مقبرة للخردة والجرذان ، و الغريب في الامر أن مديرية النشاط الاجتماعي تطلب و تهدد الامهات العازبات بالخروج من هذا المكان باي وسيلة كانت ؟».
مما يحمل المكتب الولائي الشلف المسؤولية الى السلطات المحلية في حالة طردهم الى ضياع الأمهات العازبات وأطفالهن وانغماس هذه الشريحة في عالم الدعارة، الذي يبقى السبيل الوحيد الذي تسلكه الصبايا في مثل هذه الظروف الصعبة عندما تغلق في وجوههن جميع الأبواب.
سبل عديدة قد لا يشبه بعضها البعض، لكن النتيجة واحدة، وهي طفولة لا ذنب لها وامرأة تعاني من قسوة الظروف ونظرة المجتمع، وتعيش أمراضا نفسية لا حصر لها، حيث تبقى مكبلة أمام أمواج العنف والرفض من شريك يرفض الاعتراف بحملها، وعائلة تبرئ من فعلتها ومجتمع لا يرحم ضعفها، وقانون لا ينصفها، لتطرح الأم العازب سؤالا، ’’ما هو ذنبي؟
ان المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان الشلف يدعو وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة بالنهوض بوضعية المرأة بصفة عامة ووضعية الأمهات العازبات وأطفالهن بصفة خاصة في ولاية الشلف عوض استعمال "سياسة النعامة" التي تتبعها في التعامل مع الظاهرة.
وفي اطار هذا السياق العام، يدعو المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان لولاية الشلف من السلطات بالتكفل للأمهات العازبات وأطفالهن و يقترح بعض المقترحات التي يراها مناسبة لهذه الشريحة:
- ضمان الحق في الحياة والسلامة النفسية والجسدية للأمهات العازبات وأطفالهن .
- ضمان حقوق أطفال الأمهات العازبات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .
- انسجام و ملائمة القوانين التشريعية و القانونية مع المواثيق الدولية و لاسيما اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة «سيداو» .
- إنشاء صندوق و تمكين الأمهات العازبات من منحة شهرية وشقة، و هذا سيتيح الفرصة لإسعاف هذه الفئة مع الأطفال والحيلولة دون انغماس أمهاتهنّ في المحظور .
- ان تتخذ الخطوات اللازمة لحماية كرامة المرأة و كيانها الشخصي و الاعتباري من قيل الحكومة بما يمنع عنها التجاوزات آيا كان نوعها او مصدرها
- توفير مراكز الحماية والاستقبال للأمهات العازبات وأطفالهن عوض تهديدهم بالطرد و قطع الماء و الكهرباء.....الخ.
- تنسيق ما بين القطاعات الصحة، العدل، التعليم و المجتمع المدني في مجالات التحسيس ، التوعية والمرافقة للأمهات العازبات و اطفالهن ، حيث إن النهوض بوضعية الأمهات العازبات وأطفالهن وحماية حقوقهم مدخل أساسي لتأسيس دعائم مجتمع المساواة، يضمن المواطنة الكاملة لجميع فئات المجتمع دون تمييز أو إقصاء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/09/2014
مضاف من طرف : chelifien
صاحب المقال : هواري قدور
المصدر : LADDH CHLEF