أدى سقوط الاتحاد السوفييتي وتفكك جمهورياته إلى تشابك وتعقد موضوع الأمن كمفهوم وكواقع، حيث ظهرت مع نهاية الحرب الباردة صراعات بين مختلف البنى الاجتماعية وبين الدولة ككيان سياسي موحد، هذه المجموعات التي تستند في تبرير سلوكياتها إلى ركيزة الحفاظ على خصوصيات هويتها الجماعية، المتعارضة –غالبا- مع الهوية الوطنية للدولة المركزية.
من هنا، وبعد أن كان المفهوم التقليدي للهوية يُركز على القول بأنها ثابتة، واحدة وأن وجود تعدد في البنى الاجتماعية داخل الدولة لا يؤثر على استقرارها ولا على صياغتها لسياستها الخارجية، فإن الدراسات النقدية التي تبلورت عقب الحرب الباردة أبرزت مدى قصور النظرة التقليدية لمسألة الأمن والهوية وقدمت طروحات جديدة لفهم التحولات الدولية.
في هذا السياق، سنحاول إسقاط هذه الطروحات النظرية حول علاقة الأمن بالهوية على الحالة الاسبانية،على اعتبار أن هذه الأخيرة تحتوي على أكثر من سبعة عشر مجموعة إثنية، أهمها الأقلية الباسكية التي سعت منذ الأربعينات(1940) للحفاظ على هويتها في مواجهة الدولة المركزية، وصل حدّ التأسيس للحركة الانفصالية "إيتا"، ثم تبيان إلى أي حد استطاعت الدولة المركزية في اسبانيا احتواء مختلف البنى الاجتماعية داخلها والحفاظ على كيانها من الانقسام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - معماش هدى
المصدر : مجلة الباحث للدراسات الأكاديمية Volume 5, Numéro 1, Pages 479-495 2018-01-15