تسببت الأمطار التي تساقطت مؤخرا على عدد من المدن الشمالية للوطن ومنها العاصمة، في إخراج سكان بعض الأحياء التي تضررت جراء ارتفاع منسوب مياه الأمطار وانسداد مجاري الصرف، متسببة في غلق بعض الطرقات البلدية.. وقد أدت هذه الوضعية إلى احتجاج العشرات من مواطني أحياء العاصمة على تردي الأوضاع وغياب المسؤولين. وتطورت مظاهر الغضب، لتتحول إلى احتجاجات، رفع من خلالها السكان مطالب متعددة، يتقدمها السكن والتعجيل بعمليات الترحيل الخاصة بالعاصمة، والتي تأخرت عن الموعد الذي كان قد أعلن عنه الوزير الأول السيد عبد المالك سلال مطلع العام الجاري.وتحولت مظاهر الغضب التي شهدتها بعض أحياء العاصمة منذ نهاية الأسبوع الماضي والتي تسببت فيها الأمطار، إلى احتجاجات قام من خلالها السكان بقطع الطريق بالعجلات المطاطية والحجارة؛ احتجاجا على ”التأخر في إعادة إسكانهم في سكنات لائقة”. كما طالبوا بالتعجيل بعملية الترحيل وإعادة الإسكان المنتظَرة بالولاية منذ شهور، على غرار باقي ولايات الوطن، التي لم تتوقف فيها عمليات الإسكان التي طالت الأحياء السكنية الهشة والبناءات الفوضوية وغيرها، علما أن برنامج الإسكان الخاص بولاية الجزائر، قد خُصص له أزيد من 25 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ. وإن كانت الأسباب المباشرة للاحتجاجات هي الأمطار، إلا أن خلفيتها تعود إلى مشكل السكن؛ حيث عرفت عملية إعادة الإسكان بالولاية تأخرا عن الموعد المحدد من قبل الوزير الأول، الذي أعطى موعدا قبل نهاية العام الجاري لتوزيع 25 ألف وحدة سكنية.. إلا أن مبررات هذا التأخير تبقى موضوعية لحد الآن وواضحة للعيان؛ بدءا بتغيير والي العاصمة، وسعي هذا الأخير للتدقيق في جميع الملفات الاستراتيجية للولاية، على غرار ملف الإسكان، الذي يخضع حاليا وبأمر من السيد زوخ، لعملية غربلة كبيرة؛ لتطهير قوائم المستفيدين وقطع الطريق أمام ”البزناسية” في السكن وإعطاء لكل ذي حق حقه. ولاتزال أحياء وبلديات دائرة براقي تحت وقع احتجاجات عشرات المواطنين القاطنين بسكنات هشة، مؤكدين عزمهم على الاستمرار في الاحتجاج إلى غاية الحصول على سكنات لائقة، حيث قام سكان عدد من السكنات الهشة والبنايات القديمة بحيَّي ”ديار البركة” و«حوش بيقا”، بقطع الطريق الرئيسة والطريق المؤدية إلى مقر بلدية براقي، بالعجلات المطاطية والحجارة بعد أن قضوا ليلة البارحة في العراء. وقام السكان بقطع الطريق الولائي رقم 15 على مستوى ”حوش بقة” وشارع سعيد يحياوي على مستوى حي ”ديار البركة” وجزء من الطريق الرابط بين براقي وجسر قسنطينة. وعبّر المحتجون عن غضبهم وسخطهم جراء تردي الأوضاع المعيشية المزرية بسكناتهم، التي لم يعودوا يطيقون الاستمرار في العيش فيها بعد أن غمرتها مياه الأمطار، علما أن عشرات العائلات التي تعيش في الحي الفوضوي ”حوش بيقا”، قد فضّلت المبيت في ورشة بناء تابعة لأحد المرافق العمومية بدل العودة إلى منازلها؛ تعبيرا منها عن عدم التراجع عن مطلبها، المتمثل في الاستفادة من سكنات لائقة.ونفس المشهد عرفته عدة أحياء من بلدية الكاليتوس، لاسيما بالشراربة، التي عرفت فيضانات بفعل تصاعد منسوب مياه أحد الوديان، متسببا في ظهور حاجز مائي غطّى الأرصفة والمنازل. وحسب مصدر من مديرية الموارد المائية بولاية الجزائر، فإن فيضان الوادي وإن كان صغيرا، تفاقم بفعل قنوات الصرف الرديئة لمياه الأمطار؛ نظرا لحجمها الصغير، علما أن مشكل هذا الوادي مسجَّل ضمن النقاط السوداء التي تعمل المديرية على تسويتها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/12/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جميلة أ
المصدر : www.el-massa.com