أقدمت سلطات ولاية الجزائر، الأسبوع الماضي، على هدم التمثال النصفي للثائر المكسيكي إيميليانو زاباتا، بعد أسبوع فقط من تدشينه بحضور كبار مسؤولي الحكومة، بينهم وزير الخارجية مراد مدلسي، ونائب الوزير الأول نورالدين يزيد زرهوني، ووالي الجزائر محمد الكبير عدو،
ومجموعة من السفراء، على رأسهم سفير المكسيك بالجزائر إدواردو رولدان.
حسب مصادر مطلعة، أرادت الجزائر من خلال نصب التمثال النصفي لزاباتا التأكيد على وثاقة صلتها مع الثورات التحريرية في العالمية. ويتوسط النصب التذكاري المصنوع من الرخام وحفرت عليه نقوش بالعربية والإسبانية، نافورة، ويحمل فوقه التمثال النصفي لزاباتا.
في مطلع الثمانينات، في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، دشنت الجزائر تمثالا بالقرب من سفارتها في شارع ''فيراياس'' بالعاصمة مكسيكو، غير بعيد عن مبناها بـ300 متر، ثم تم تجديده في 2008 خلال زيارة وزير الطاقة والمناجم السابق للمكسيك، على هامش مؤتمر منظمة الأوبك. ووفقا لمبدأ المعاملة بالمثل، فقد طالبت السلطات المكسيكية بأن تخصص الجزائر موقعا لنصب تمثال لزعيم ثورتها زاباتا في العاصمة، وهو ما تم الترتيب له بالتعاون بين سفارتها في الجزائر ووزارة الشؤون الخارجية وسلطات ولاية العاصمة.
ووفقا لنفس المبدأ، فإن السلطات المكسيكية تتكفل بدفع تكاليف التمثال، مثلما فعلت الجزائر. وتقول مصادر دبلوماسية، طلبت عدم نشر اسمها، إن المكسيكيين لم يعترضوا لا على مكان نصب التمثال في وسط شارع الشهيد حنافي فرنان ولا على حجمه الصغير، إذ تقتضي الأعراف الدبلوماسية إطلاع البعثة المكسيكية عليه مسبقا، ومعرفة الزمان والمكان الذي سيوضع فيه.
وفي تصريح لـ''الخبر''، قال سفير الجزائر الأسبق في المكسيك عبد العزيز رحابي: ''زاباتا يستحق أكثـر من تمثال، لأنه ملهم كل الثورات في أمريكا اللاتينية فيما بعد، كما أنه يتقاسم مع الشعب الجزائري مبادئ ثورته المجيدة التي أعادت له الأرض والحرية مثلما حصل في المكسيك''.
وردا على سؤال حول أسباب هذا الهدم، وما إذا كان أحدها رفض العائلة الثورية، قال رحابي: ''شخصيا، لست مع الذين يبدلون اسم شهيد أو شخصية وطنية باسم شخصية أجنبية، لأنه عمل غير مقبول''.
وقد تزامن نصب التمثال مع الاحتفالات بعيد ثورة أول نوفمبر، ما أثار حفيظة العائلة الثورية التي رأت في مزاحمة الشهيد حنافي فرنان بشخصية أجنبية عملا غير لائق، حتى ولو كانت بحجم الثائر زاباتا، رابطة هدم التمثال بقرار يكون قد صدر بغرض تحويله إلى موقع آخر. وقد باءت محاولات ''الخبر'' للحصول على رأي المديرية العامة للأشغال العمومية التابعة لولاية الجزائر، بالفشل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: جلال بوعاتي
المصدر : www.elkhabar.com