الجزائر

الأفلان يدعو إلى حوار جاد يفضي إلى تنظيم الرئاسيات



دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى ضرورة اعتماد حوار جاد وجدي، لا يقصي أحدا، يفضي إلى توافق وطني حول تنظيم انتخابات رئاسية، نزيهة وشفافة، في أقرب الآجال، فيما أشاد بالدور الايجابي الذي لعبته المؤسسة العسكرية خلال هذا المرحلة وكذا وعي وثقافة الشعب الجزائري، في العمل على تسيير المرحلة ومرافقتها وكذا الاجتهاد للوصول إلى حلول للأزمة السياسية الراهنة في أقرب وقت ممكن في ظل العمل على الحفاظ على وحدة الوطن والرد بقوة على زراع الفتنة.
أشاد جميعي خلال إشرافه، أمس، بمقر الحزب بأعالي حيدرة، على تنصيب لجنتي العقلاء والشباب، بوعي مناضلي الحزب بأهمية المرحلة الجديدة، التي يتطلع فيها الأفلان إلى جمع شمله واسترجاع مكانته اللائقة به في الساحة السياسية، حيث أن هذا اللقاء يندرج في إطار التأسيس لانطلاقة جديدة للحزب، بوتيرة تتلاءم مع حجم التحديات، التي تنتظر الحزب والبلاد، خاصة في هذه المرحلة الحساسة، التي يتطلع فيها الشعب الجزائري إلى تحقيق طموحاته ورهاناته.
كما أكد المتحدث على أهمية الالتزام بالحكمة والبصيرة والتعقل والرأي السديد والاستفادة من التجارب السابقة في النضال وفي تقلد المسؤوليات، وكذا الحرص على توفير البيئة الحاضنة للشباب، حتى تكون مسيرة الأفلان مزودة بحكمة العقلاء وعقلانية الحكماء وطاقة الشباب وحماسهم وقدرتهم على العطاء، موضحا أن ثورة نوفمبر هي المنارة الدائمة التي يهتدى بها الحزب، هذا هو إيماننا -يقول جميعي- وهذه هي قناعتنا، فقيم هذه الثورة هي ذاتها التي ينبغي أن تغرس في النفوس وترسخ في العقول، وتلكم مسؤولية ثقيلة يتعين على أبناء الجزائر، جيلا بعد جيل، أن يحملوها بكل مثابرة ووفاء.
جميعي يؤكد على أهمية تواصل الأجيال ويشيد بدور الشباب
في حديثه عن تنصيب اللجان، قال الأمين العام "إننا اليوم ننصب لجنتي العقلاء والحكماء والشباب والطلبة، لما يتميز به هذان الجيلان من ترابط في المهام، ذلك أن التاريخ لا يستنسخ بل يتواصل وتتكامل حلقاته، وما أحوج شبابنا إلى هذا الترابط المفيد وهذا التلاحم المتين وهذه الاستمرارية المجدية. واستطرد قائلا" في ظرف قصير، أي منذ أن حظيت بثقة أخواتي وإخواني أعضاء اللجنة المركزية، كانت لي لقاءات مع عدد كبير من الإطارات والمناضلين من مختلف جهات البلاد، وقد لمست لديهم إرادة قوية في تحضير مستقبل حزبنا والمضي قدما في مسارات الإصلاح والتحديث، وبما يضمن تقوية اللحمة بين الأجيال وتمتين علاقتنا بالشعب، من خلال وضع مصلحته فوق كل اعتبار.
وبالنسبة لجميعي فإن الثروة الحقيقة للجزائر والحزب هي الشباب، حيث قال في هذا الصدد "ها هو شبابنا الواعي والمثقف يترجم حبه لوطنه بحراكه السلمي والحضاري، وبمطالبه المشروعة من أجل بناء جزائر جديدة، تكون وفية لمبادئ ثورة نوفمبر المظفرة، وعنوانها: دولة ديمقراطية، اجتماعية، في إطار المبادئ الإسلامية، هذا الوعي الوطني يجسده شبابنا من خلال مشهد الوحدة الوطنية، الذي يتجلى في شعار صدحت به الحناجر: شعب واحد.. راية واحدة، والذي ترمز له تلك الصورة الجميلة للأعلام الوطنية، وهي ترفرف عاليا في سماء الجزائر الحرة والسيدة".
الأفلان يضع نفسه أمام حكم الشعب
رافع محمد جميعي في خطابه لصالح الأفلان جراء الانتقادات اللاذعة التي طالت الحزب العتيد، مؤكدا بأنه لا مستقبل للحزب إن لم يضع نفسه في خدمة الشعب، كما سبق وأن قلنا، لأن الأفلان كان لأكثر من مرة ضحية لسفهاء الحكم وقد دفع الثمن غاليا من وحدته وسمعته، واستطرد موضحا "إننا نعترف بذلك، إنما بدافع قول الحقيقة، ومن باب مصارحة أنفسنا، والإعلان أمام الشعب، بأنه بفضل حراكه السلمي، قد استعاد حزبنا حريته واستقلاليته وإني، باسم كل المناضلات والمناضلين، أتوجه بتحية الامتنان والعرفان للشعب الجزائري الأبي، هذا الشعب العظيم الذي نضع أنفسنا أمام إرادته وإننا من الآن لراضون بحكمه العادل يوم الانتخاب.
جميعي يشيد بما حققته المؤسسة العسكرية ويؤكد دعم الأفلان لها
في حديثه عن رهانات الأزمة السياسية، أكد جميعي، أن الشعب الجزائري يدرك الفواصل بين النافع والضار، كما يدرك أن تجميد العمل بالدستور معناه إلغاء كل مؤسسات الدولة والزج بالبلاد في متاهات المراحل الانتقالية.
وأضاف يقول: إن حزبنا ندعو إلى حوار جاد وجدي، لا يقصي أحدا، يفضي إلى توافق وطني حول تنظيم انتخابات رئاسية، نزيهة وشفافة، في أقرب الآجال.
وفي معرض حديثه عن موقف الجيش الوطني الشعبي، قال الأمين العام »إني أرفع تحية الاحترام والتقدير للشعب الجزائري الكريم، الذي انسجم مع جيشه، الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، هذا الجيش البطل، الذي يحمل له الشعب، ولأجيال قادمة، العرفان بالجميل، كيف لا نتوجه لهذا الجيش الوطني والجمهوري بتحية تقدير وإكبار، وهو يواصل مسار التطور والعصرنة، ويؤدي مهامه في الحفظ على أمن واستقرار الجزائر.
وتساءل جميعي: كيف لا نسدي آيات العرفان لهذا الجيش النوفمبري، وهو يحمي الشعب ويدعم حراكه ويتجاوب مع مطالبه المشروعة، ضامنا للسلم وباعثا للطمأنينة في نفوس الشعب، فألف تحية لقواتنا المسلحة وقائدها المجاهد الفريق أحمد قايد صالح، على موقفها الوطني المتبصر في مرافقة الحراك وتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق نحو المجهول، نعم، إن الشعب يدرك جيدا أن الحاقدين على الجيش الوطني الشعبي وعلى قيادته الوطنية، هم في خانة أعداء الجزائر«.
أبواب الأفلان مفتوحة أمام الشباب والمرأة والكفاءات والمثقفين
مرة أخرى كانت لجميعي الشجاعة الأدبية للاعتراف بكل الأخطاء المرتكبة من قبل قيادات سابقة، في هذا السياق قال المتحدث، يجب أن تكون لدينا الشجاعة للاعتراف بأخطائنا والإقرار بأن حزبنا، وللأسف الشديد، يحتاج إلى عمل كبير، لكي يصبح قوة جذب للشباب والمرأة والإطارات والكفاءات والنخب العالمة، علينا أن نمتلك الجرأة لقول الحقائق والاعتراف بأن أبواب الحزب لاتزال موصدة في وجه هذه الطاقات الحية، وهي التي تبحث عن القدوة السياسية، ذات المصداقية والنزاهة، كما أنها تبحث عن البيئة السياسية الملائمة، لكي تضطلع بدورها في الحياة الحزبية.
وأضاف: إن بلادنا تتوفر على شبكة جامعية واسعة، بحيث أصبح لكل ولاية جامعة، فأين نحن من الانفتاح على الوسط الجامعي واستقطاب الأساتذة والطلبة للنضال في صفوف الحزب،
وتساءل الأمين العام عن الأسباب، وكيف يمكن إيجاد البيئة الملائمة التي تمكن الشباب من تعزيز إحساسه بالمسؤولية العامة، وكيف يصبح شريكا فاعلا في قيادة حزبه والمساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي، تتعزز في إطاره مبادئ سيادة القانون والمواطنة والحكم الراشد، وتحقق تطلعات الشعب وتحترم هويته الوطنية الجامعة.
هذا هو رهان حزبنا على الشباب والطلبة - يقول جميعي-، متسائلا: ألسنا في عصر العلم والمعرفة والتكنولوجيات الدقيقة ووسائل الاتصال الحديثة، إنه تحدي كبير ومصيري، يجب أن نكسبه، خدمة لحزبنا ووطننا، ويتوقف ذلك حتما على مدى قدرتنا على الانفتاح على فئة الشباب، وفتح حوارات جريئة معهم وطرح برامج جاذبة لهم.
فالواقع الجديد الذي تشهده بلادنا- يقول المتحدث- يقتضي منا أن نذهب نحن إلى الشباب، في المدن والقرى، في الجامعات والمعاهد والثانويات، في الوسط الرياضي وفي النوادي الثقافية وتنظيمات المجتمع المدني، خاصة أن لغة الأرقام تؤكد بأن حزبنا، بالرغم مما يتوفر عليه من طاقات شابة، إلا أنه يظل بحاجة ماسة إلى هذه الشريحة الواسعة من المجتمع.
ومن هذا المنطلق دعا الأمين العام الشباب الجزائري إلى الانخراط في الأفلان، هذا الحزب- الذي قال عنه- إنه عامر بأبنائه من كل فئات الشعب، والذي يتحصن أكثر بهذه القوة الضاربة من الشباب والشابات، طلبة الجامعات، إطارات الجزائر وكفاءاتها، مثقفيها ومفكريها وأدبائها. إن رسالتنا إلى كل هؤلاء، هو أن طاقة جديدة تنبعث من حزبنا، ذخيرتها الحية، مناضلون صادقون، مخلصون للشعب، يتقاسمون الرغبة في بناء جزائر الحريات والعدل.
الأفلان حريص على استقطاب الشباب في كنف تواصل الأجيال
يؤكد جميعي أن الأفلان الوفي لشعار المؤتمر العاشر »التجديد والتشبيب«يفتح أبوابه للطاقات الشابة، لضمان نخبة سياسية، لديها رؤية وتعمل على تقديم عمل سياسي جيد، يستجيب لمتطلبات المرحلة ويواكب المتغيرات التي يعرفها المجتمع.
وأضاف قائلا، إن الأفلان الضارب بجذوره في أعماق تاريخ الجزائر الحديث، بقدر حرصه الدائم على أن يتزود بالدماء الجديدة القادرة على الحركة والتفاعل في العمل السياسي والحزبي، بقدر حرصه على تواصل الأجيال وتراكم التجارب، موضحا في السياق أن هذا هو المقصد من تنصيب لجنتي العقلاء والشباب في جلسة واحدة، لإيماننا بالرسالة المشتركة للجيلين.
وبخصوص دور اللجان التي تم تنصيبها أوضح محمد جميعي قائلا: إن رؤيتنا لمهام كل اللجان تندرج في إطار رؤية شاملة، تنطلق من تشخيص دقيق لواقع حزبنا وطبيعة الحياة السياسية في بلادنا، وقناعتنا بأن مستقبل حزبنا يتوقف على جمع طاقاته واستثمار مؤهلات القوة التي يتوفر عليها، وكذا مدى قدرته على توفير الأجواء الملائمة لتواصل الأجيال، مؤكدا على ضرورة أن تكون لجنة العقلاء ولجنة الشباب والطلبة فضاء واسعا لتفعيل المشاركة العامة لدى كل مكونات المجتمع، وأن تكون مدرسة حقيقية، لتبادل التجارب والخبرة وتوظيف حكمة عقلاء الحزب وتحسين البيئة المحيطة بعملية المشاركة السياسية والسعي لتخريج قيادات شبانية متميزة.
أبناء الجزائر، عرب وأمازيع، هم شعب واحد
قال محمد جميعي: إننا لواثقون بأن وحدتنا الوطنية في مأمن، فنحن شعب واحد، بكل ما في معنى الوحدة من معاني، وأنه ليس هناك من يفرط في هذه الوحدة، المسقية بدم الشهداء، هذا هو الدرس المفيد الذي يقدمه شبابنا في حراكه، إيمانا منه بأن الجزائر لجميع أبنائها، مهما اختلفت انتماءاتهم الفكرية والسياسية.
وفي رده على زراع الفتنة، قال: ليطمئن الذين يراهنون على زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، بأن رهانهم خاسر ولن يحصدوا إلا الخيبة، وها هو الشباب يؤكد بالصوت والصورة بأن أبناء الجزائر، عربا وأمازيع، هم من هذا الشعب الواحد الموحد وأنهم حماة الوحدة الوطنية، يقفون جنبا إلى جنب مع إخوانهم أبناء الجيش الوطني الشعبي، حماة الوطن وحصنه المنيع وملاذه الأمين.
وأضاف جميعي: ها هو شبابنا الواعي والمثقف يترجم حبه لوطنه بحراكه السلمي والحضاري، وبمطالبه المشروعة من أجل بناء جزائر جديدة، تكون وفية لمبادئ ثورة نوفمبر المظفرة، وعنوانها: دولة ديمقراطية، اجتماعية، في إطار المبادئ الإسلامية، وقد برز هذا الوعي بقوة من خلال مشهد الوحدة الوطنية، الذي يتجلى في شعار صدحت به الحناجر: شعب واحد.. وطن واحد.. راية واحدة ومستقبل واحد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)