ينتظر الزّوجان قدوم طفلهما الأوّل كحدث محوري يؤثّر في تركيبة ونمط حياتها وتكوينها، ويستعدّان لذلك الحدث بأجواء احتفاليّة مميّزة تسجّل فيها ذاكرتهم الأبويّة كلّ تفاصيل ومشاهد ولحظات الحمل، ويتكرّر المشهد في كلّ مرّة تبشّر الأسرة فيها بحمل جديد يبذل فيه الزّوجان سبل الرّاحة والتّهيئة لاستقبال مولودهم الجديد. إنّ قدوم أيّ طفل ذكراً كان أم أنثى يعني تغييراً في وترتيباً جديداً في مكوّناتها وأدوارها وحتّى في مصروفاتها ونفقاتها اليوميّة والشّهريّة.
وقد تتفاجئ الأسرة بأنّ وليدها الذي تنتظره بشغاف القلب وفارغ الصّبر غير سليم، فتنقلب الفرحة إلى حزن وألم وشعور بالذّنب، أو استنكار وجفاء. إنّ ميلاد يؤدّي إلى استجابات انفعاليّة متباينة لدى الزّوجين والأبناء، وتتأثّر طبيعة استجابة الأبوين بعوامل عديدة، منها نوع الإعاقة، ودرجتها، وثقافة الأبوين، ومستوى تعليمهم، والفئة العمريّة، والحالة الماديّة، والنّظرة الاجتماعيّة وغير ذلك الكثير. وتتنوّع استجابات أسر الأطفال ذوي الإعاقة بين الصّدمة والإدراك والتقبّل والانسحاب الانفعاليّ، وتكون الأسرة حينها في تحت تأثير سلسلة من الضّغوط والتخبّط، الأمر الذي يستدعي تدخّل فرد من خارج يرشدهم إلى الطّرق السّليمة للتّعاطي مع الحدث العائليّ الجديد، ويوضّح لهم احتياجات المرحلة وآليات استثمارها للتّعايش مع المولود ودمجه في صفّ الأسرة.
ظهر مصطلح الاحتياجات الخاصّة في تسعينيّات القرن العشرين ليحلّ محلّ الوسم () والذي يعرف به أولئك الذّين ابتلاهم الله بعجز كلّيّ أو جزئيّ في القدرات الجسميّة أو العقليّة نتيجة نقص خلقيّ، وقد استخدم المصطلح "ذوو الاحتياجات الخاصّة" للدّلالة على الأشخاص أو الأطفال الذين تظهر لديهم اختلافات في القدرات العقليّة، أو الجسديّة، أو الحسيّة، أو ، أو اللغويّة، أو التّعليميّة تميّز حاملها عن الأطفال العاديين أو المتوسّطين؛ ممّا يعني حاجة هؤلاء لإضافات خاصّة تعينهم على التّعايش مع واقعهم، مثل بعض البرامج، أو الأجهزة، أو التّعديلات، أو الأدوات، أو الخدمات التّربويّة والخدمات المساندة.
والطّفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة هو الطّفل أو الفرد الذي لا يستطيع القيام بممارسة بعض الأنشطة، ولا يستطيع اكتساب الخبرات بالأساليب المتاحة للشّخص العاديّ، ويفضّل التّربويّون مصطلح الاحتياجات الخاصّة لرقّة تعبيره وبعده عن تضمين المضامين والمصطلحات السّلبيّة المتمثّلة بالعجز والإعاقة وغيرها من المفاهيم المنفّرة، وتعني الاحتياجات الخاصّة تمييز فئة من المجتمع أو أفراد لهم احتياجاتٌ تختلف عن احتياجات باقي المجتمع لعوز لديهم في السّلوكات أو التّعليم أو أو الحركيّة أو غير ذلك، ممّا يضطرّهم للاعتماد على برامج أو أدوات أو أجهزة أو مساعدات لتلبية احتياجاتهم للقيام بوظائفهم الطبيعيّة بصورة شبه طبيعيّة، وتتنوّع الحاجات حسب ظرف الحالة وطبيعتها لتشمل المعوّقين، والموهوبين، والمرضى، ، والمسنّين، وأصحاب التشوّهات الخلقيّة وغيرهم ممّن لا يؤدون نشاطاتهم بصورة عاديّة أو متوسّطة.
يختزل البعض فئات التّربية الخاصّة في الأشخاص المعوّقين بصورة حصريّة متجاهلين العديد من فئات المجتمع التي تنطبق عليها ظروف الخصوصيّة التربويّة والتعليميّة والأدائيّة أو السّلوكيّة، ويمكن اختصار فئات الأفراد بثلاث فئات هي:
نوعٌ من التّعليم المختصّ في تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة، يتضمّن نمطاً من الخدمات والبرامج التربويّة والتّعديلات في المناهج والوسائل وطرق التّعليم استجابةً للحاجات الخاصّة لمجموع الطّلاب الذين لا يستطيعون مسايرة متطلّبات العاديّة، سواءً أولئك الذين يواجهون صعوبات تؤثّر سلباً في قدْرتهم على التعلّم، أو الأفراد ذوي القدرات والمواهب المتميّزة. ويلبّي هذا النّوع من التّعليم حاجات الطّفل بأسلوب يراعي الفروق الفرديّة بين الأطفال من حيث درجة الإعاقة، وتهدف التّربية الخاصّة إلى مساعدة المتعلّمين على بلوغ أقصى ما تسمح به خاماتهم من تحصيل وتكيّف، وقد يحدث هذا التّدريس في أو في أوضاع تعليميّة خاصّة.
تاريخ الإضافة : 15/07/2019
مضاف من طرف : mawdoo3
صاحب المقال : محمد عدنان القماز
المصدر : www.mawdoo3.com