لقد أصبح موضوع حقوق الإنسان من أكثر المواضيع تناولا في عصرنا الحاضر، سواء على مستوى البحث والدراسة أو على مستوى المطالبة والنضال من قبل الأفراد والهيئات المحلية والدولية. ولعل من دواعي هذا الاهتمام أن مسألة حقوق الإنسان قد شهدت في عصرنا الحاضر تقنينا وتدوينا فيما صدر من عهود ومواثيق، من أشهرها وثيقة (إعلان حقوق الإنسان العالمي)، الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر لسنة 1948؛ وتضم هذه الوثيقة ثلاثين مادة، وهي مستمدة في روحها من الوثيقة الفرنسية (إعلان حقوق الإنسان والمواطن لسنة 1789)؛ ولكن على الرغم من هذا التقنين والتدوين لا تزال إشكالية احترام حقوق الإنسان من حيث التطبيق أمرا مطروحا بما يشهده العالم يوميا من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان؛ حتى من أولئك الذين ينادون باحترامها. إن هذا الانفصام بين الواقع والمثال يُحيلنا إلى التساؤل عن مدى العمق العقدي والثقافي لقضية حقوق الإنسان لدى الأمم والشعوب، ولدى الأنظمة المحلية والقوى السياسية العالمية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/02/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - أحمد جاب الله
المصدر : الإحياء Volume 11, Numéro 1, Pages 314-322