الأستاذ لخضر بن مبارك رجل من رجال التربية والتعليم الأكفاء الذين قدموا الكثير لقطاع التربية بالجنوب الكبير، وتخرج على أيديهم آلاف الطلبة، ومازالوا يسهمون إلى اليوم بخبرتهم وكفاءتهم وحبهم للقطاع في توجيه الأجيال.
ولد أستاذنا الفاضل سنة 1947 بالأغواط، وبدأ مسيرته الدراسية بتلقي اللغة الفرنسية من سنة 1955 إلى سنة 1962 ببلدية العسافية بالأغواط، لينتقل بعدها لدراسة اللغة العربية بمدرسة أحمد شطة بدينة الأغواط، وواصل تعليمه بعدها في المعهد الإسلامي الأعلى، على يد شيوخ أجلاء من جمعية العلماء المسلمين كأبي بكر الحاج عيسى، وحسين زاهية، ومحمد الحاج عيسى صديق البشير الإبراهيمي.. ليحصل بعدها على شهادة الابتدائية باللغتين العربية والفرنسية في مسابقة حرة، وينجح في مسابقة توظيف الممرنين التي مكنته من التدريس بمدرسة مبارك الميلي بالأغواط من 1965 إلى 1967، ثم انتقل في إطار العمل في الجنوب الكبير للتدريس بمدينة المنيعة بولاية غرداية حتى سنة 1970 ليتحصل بعدها على شهادة الأهلية وشهادة الكفاءة بجزأيها.
وفي سنة 1972، نجح في مسابقة أساتذة التعليم المتوسط، ولم يكتف بهذا القدر من التحصيل، فنال سنة 73 شهادة البكالوريا، وانتقل للتعليم في طور آخر في متوسطة محمود بن عمر بالأغواط لمادة الأدب العربي والتاريخ والجغرافيا بين سنوات 72 و74، وكان له حظ وشرف التدريس أيضا في مدرسة أشبال الثورة التابعة للجيش الوطني سنوات 74 إلى 79.
ولإتمام مسيرته التربوية، التحق بسلك مفتشي التربية بعد مسابقة سنة 81 كمفتش لمادة اللغة العربية، وظل في هذا المنصب لسنوات تحصل خلالها على شهادة الليسانس في الأدب العربي سنة88 من جامعة عمار ثليجي بالأغواط، ونظرا لنقص المؤطرين آنذاك أسندت له مهمة تدريس مادة العروض وموسيقى الشعر بالجامعة ذاتها من 1998 إلى 2000، ولم يتقاعد إلا سنة 2007 لحرص مسيري قطاع التربية على بقائه في القطاع، ومازال أستاذنا كله حيوية ونشاط ولم يثنه التقاعد على أن يظل رجلا منتجا في المجتمع، حيث يشتغل الآن في قطاع الفلاحة وله بستان ينتج فيه مختلف المحاصيل، زيادة على تربية الأغنام وهو يشغل 3 عمال دائمين.
ومن نشاطاته التربوية الحالية، مشاركته الدائمة في برنامج الموعد التربوي الذي يعده ويقدمه لإذاعة الاغواط المفتش عمر شطي، أما في جانبه الأسري فللأستاذ 7 من أولاده من أصل 9 كلهم تحصلوا على البكالوريا، وهم إطارات في المجتمع.
ومن بين تلامذة الأستاذ المعروفين من بين آلاف التلاميذ، الدكتور زيد الخير المبروك والطبيب المختص دوة محمد والطبيب الحاج عيسى قورين، ومذيع قناة ال”بي بي سي” حسن الشايش وغيرهم، ويطمح أستاذنا للتأليف، حيث تتبلور لديه فكرة حول الكتابة عن مسار التعليم في الجزائر، وهو مما سيسهم به في خدمة القطاع الذي ظل وفيا له، فكل المحبة والتبجيل لهذا الرجل الذي يصدق فيه قول أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/04/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م ميساوي
المصدر : www.al-fadjr.com