طالب الأستاذ عبدالقادر نور، المدير السابق للإذاعة الوطنية والوصي الشّرعي لكتاب أحاديث الإثنين للشيخ محمد الغزالي رحمه الله، الإذاعة الوطنية والتلفزيون الجزائري، بإذاعة أحاديث الإثنين شرط دفع حقوق البث للمعاقين في الجزائر استناداً لوصية المرحوم. ودعا، في حوار خصّ به الخبر ، الباعة بالتجزئة، إلى الدفع المسبق لإنجاح مشروع الشيخ الغزالي الخيري لفائدة المعاقين في الجزائر.
كيف انطلقت فكرة تفريغ الأشـــرطــة الإذاعية لـ حديث الإثنين وجمعها في كتاب؟
حضرتُ محاضرة للشيخ محمد الغزالي رحمه الله في قصر الثقافة، وكنت آنذاك مديراً للإذاعة الوطنية، ورأيت العشرات من الشباب والشابات في عمر الزهور ينصتون إليه، فتعجّبتُ من ذلك، لذلك قرّرتُ نشر تلك الأحاديث تعميماً لفائدة الشباب، وكلّمته فرحّب بالفكرة. وسافرتُ بعدها إلى قسنطينة، وإلى مكتبه تحديداً، وقد كنت أود التحدث معه في أمور كثيرة، لكن كثرة زوّاره حالت دون ذلك، ولأنّني خِفتُ أن يضيع الهدف الذي قصدته من أجله إلى قسنطينة.
وقلت له: سيّدي الكريم، أردتُ أن أعمِّم الفائدة من هذه الأحاديث الّتي تقدّمها للإذاعة والتلفزيون، وقد سبقت لي تجربة تفريغ الشرائط وإخراجها في كتب مثل حوار حول الثورة ، أتسمح لي سيّدي بأنّ أقدّم كتابكم وأن أفرغ تلك الشّرائط وأقدّمها في كتاب؟ فرحّب ترحيباً كبيراً ودعا لي بالتفريغ والنّجاح. ثمّ قلت له: سيّدي وحقوقك؟ فقال لي: أنا من أغنياء المسلمين، لقد أغناني الله، وأتبرّع بحقوقي للمعاقين عن الحركة في الجزائر، وإنّنا قريباً سنزور العاصمة ونكتب الوصية.
ريع الكتاب مُهْدَى لفائدة المعاقين حركيا بالجزائر، حسب وصية الشيخ محمد الغزالي، هل كنتم حاضرين لدى كتابته الوصية؟
بطبيعة الحال نعم، كنت أنا والشيخ فقط، لمّا زار الشيخ الجزائر العاصمة، زُرته في فندق الجزائر، وتكلّمنا في الموضوع، وكتب الوصية في الفندق، وذهبنا بعد ذلك مباشرة إلى وزارة الشؤون الدينية للمصادقة عليها، فصادق عليها نائب التراث الإسلامي الأستاذ محمد الهادي الحسني (ما زال على قيد الحياة).
وبعد ذلك حاولتُ مراراً نشر الكتاب، بعدما أتممتُ إفراغ الشرائط وتصحيح النص، وحاولتُ طبعه آنذاك بإمكاناتي الخاصة سنة 1992، لكنّي لم أستطع، بسبب العائق المادي.
كتبت الوصية حسب ما جاء في تاريخها العام 1987، ولم تجمع أحاديثه في كتاب إلاّ مؤخّراً، لما كلّ هذا التأخير؟
المشكل، كما قلت، ليست فقط في المدة الزمنية، لكن العامل المادي هو سبب عدم نشره على حسابي، حيث استمرّ إلى غاية .2011
وهل الوصية خاصة بالمعاقين الجزائريين دون غيرهم؟
الوصية تؤكّد على أن الريع مهدى للمعاقين عن الحركة بالجزائر، فإمّا أن يكونوا جزائريين أو غيرهم، المهم أنهم متواجدون بالجزائر.
وماذا حصل في سنة 2011 تحديداً؟
استضافتني إذاعة القرآن الكريم، وعندما سُئِلت عن كتاباتي ومن جملتها كتاب أحاديث الاثنين للشيخ الغزالي رحمه الله، قلتُ إنّ الكتاب مُهدى للمعاقين حركيا في الجزائر، وهو وقف دائم من الشيخ الغزالي لهم، فبدأت المكالمات تتهاطل على المباشر من استعدادات محسنين اثنين بقيمة 85 مليون سنيتم، لطبع 5 آلاف نسخة في طبعته الأولى.
لذلك، أوجِّه نداء عبر جريدة الخبر للباعة بالتجزئة إذا أرادوا بيع كتاب الغزالي، فالرجاء الدفع المسبق للناشر دار الوعي ، لأنّ المساهمة الوحيدة في الخير من الباعة لمشروع الشيخ الغزالي الخيري، هي عبر الدفع المسبق.
متى بدأتم بيع الكتاب؟
الكتاب يُقتنى الآن، ففي معرض الكتاب الدولي تجد أنّ مَن له عشرة أبناء يشتري عشر نسخ، لمَن يقرأ ولمَن لا يقرأ.
نريد من رجال الأعمال شراء الكتاب، فالنسخة سعرها 300 دينار، لكن ماذا يدفع رجل الأعمال مقابل هذه الهدية؟ نحن نطلب منهم هدية تليق بمقام هذه الشريحة من إعانات مختلفة لهم.
ألاَ تظنّون أنّ الإرث الّذي تركه الشيخ، والمتمثّل في أحاديث الاثنين ، لم يستغل كما يجب تلفزيونياً؟
لا، في وقت من الأوقات استغل، ولكن الآن ما دام الكتاب طُبِع والأحاديث سُلِّمَت لي شخصياً، فأنا مسؤول عن تسليم هذه الأمانة لمستحقيها. وأناشد عبر الخبر الإذاعة والتلفزيون بإذاعة أحاديث الاثنين ، لكن شرط أن يدفعوا حقوق المعاقين استناداً لوصية المرحوم. كما أنّي أشدّد على أنّه لا يحق لأيّ مؤسسة نشر أو إذاعة أحاديث الاثنين ، دون دفع.
جمعتم الأحاديث في أقراص مضغوطة، إلى أين وصل المشروع؟
الأقراص المضغوطة موجودة، لكن استحال نقلها من الشرائط القديمة، فأجلناها لوقت آخر.
ما مدى استطاعتكم تقسيم تركة الشيخ الغزالي على المعاقين حركياً في الجزائر؟
نعمَل الآن على إعداد دراسة، حيث شرعنا بإعلانات عبر إذاعة القرآن الكريم، ثمّ جرد قائمة المعاقين حركياً، ولم نبدأ بها بعد. وفي الوقت الحالي نقتصر على الإعانة بالكراسي المتحركة والأدوية إلى غاية توسّع المشروع، وبعدها ندرس كيفية تقديم منح دائمة لهم.
كما أنّه يجب توفير مراكز عبر الوطن، ومحسنين نعتمد عليهم، لأنّنا لا نستطيع إعطاءها للجمعيات لأنّها ستصرفها للأمور الإدارية. لقد بعنا ما قيمته 20 مليون سنتيم، رأس المال نحتفظ به، لإعادة الطبع والفائدة نقوم بتوزيعها على مستحقيها.
وهل تنوون إقامة مشاريع أوقاف لفائدة هذه الشّريحة؟
هذا اقتراح منكم، ويعتبر مساهمة في مشروع الشيخ الغزالي الخيري، وهو مهم جداً، لكنّه سابق لأوانه. نعم، ممكن أن نوفّر الإمكانات للشباب المعاق لمشاريع مربحة، حتّى يشعروا بأن المشروع مشروعهم.
ما مدى حاجة النّاس اليوم لأحاديث الاثنين؟
أحاديث الغزالي تمتاز بالبساطة والموضوعية، وهي قريبة من النّاس، لهذا بادرتُ بهذا المشروع.
وهل من نصيحة توجهونها للعلماء لدعم هذا المشروع؟
أوجّه ندائي إلى العلماء بتذكيرهم أنّ وقف الفكر للمعاقين عن الحركة شيء جديد وجميل، لأنّه جرت العادة الوقف لأمور أخرى كالمساجد مثلاً، لكن وقف كتاب أمْر جديد وذو فائدة عظيمة. وأدعو كلّ علمائنا ومفكرينا إذا كانت لديهم كتب رائجة، أن يضيفوها لهذا المشروع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حاوره عبد الحكيم قماز
المصدر : www.elkhabar.com