الجزائر

الأستاذة شافية مطاوي تحاضر بـ''الجاحظية'' : ‏الجزائر تتوفّر على مصادر الطاقة المتجددة ولها مشاريع واعدة



 
استضافت الجمعية الثقافية ''الجاحظية'' أوّل أمس بمقرها الأستاذة شافية مطاوي، المتخصّصة في الفيزياء الإشعاعية والمدرّسة بجامعة المدية، حيث ألقت محاضرة تحت عنوان ''الطاقات المتجدّدة والبيئة''، عالجت من خلالها موضوع هذه الطاقة البديلة والدائمة التي تستثمر من الموارد الطبيعية وأهميتها الاقتصادية وفوائدها ومضارها.
استهلت الدكتورة شافية مطاوي محاضرتها العلمية بالتعريف بالطاقة النووية والطاقات المتجدّدة وانعكاسها على البيئة، معرّفة الطاقة بأنّها تعني الجهد وهذه الطاقة تأخذ جانبا حركيا، إشعاعيا، مغناطيسيا، كهربائيا، جاذبية الأرض، البراكين، الرياح، المياه والتفاعلات الكيماوية النووية كمصدر للطاقة.
كما استعرضت المحاضرة التطوّرات التكنولوجية وإنشاء آلات ترصد ''المجهود الطاقوي''، وأضافت في تعريفها بالطاقة، أنّ مصدرها لا ينتهي، وبإمكاننا تجديد المصدر وإنتاجه واستثماره بصفة دائمة، وأنّ الأساليب التي من خلالها نحصل على الطاقة المتجدّدة ''النواة''، فالتفاعلات الكيمائية التي تحدث في الطبيعة وفي المخابر العلمية، الجاذبية الكونية، هي مصادر الطاقة المتجدّدة التي حدّدتها المحاضرة. مؤكّدة أنّ هذه القوّة عنصرها الأوّل هو الشمس عندما تنصهر الذرات التي تسرّب الحرارة ودقائق من عنصر جديد للإشعاع وهي الطاقة التي تغمر كلّ الأرض، وهذه الطاقة الشمسية يمكن استعمالها مباشرة لأنّها آتية من موجة مغناطيسية كهربائية، والطاقة الحرارية قادرون أن نولّد من خلالها الكهرباء، وهذه الطاقة الشمسية متوفّرة في الجزائر، وأنّه باستعمالنا لهذه الطاقة النظيفة يمكن أن نتفادى كلّ مخلّفات التلوّث البيئي وانعكاساته على المحيط وعلى الإنسان بشكل خاص.
واستعرضت الدكتورة شافية مطاوي الإمكانيات الهائلة المتوفّرة في الجزائر من ناحية الطاقة المتجدّدة، واستثنت استثمار الرياح لعدم توفّر الشروط التقنية لاستثماره، وكذا انعدام النوافذ البحرية، حيث أنّنا نطلّ على البحر الأبيض المتوسط ونوافذنا البحرية لا ينبغي استغلالها في توليد هذه الطاقة، نظرا للإضرار التي تسبّبها لنا في محاصرة الثروة الحيوانية في البحر.
كما استعرضت المحاضرة بعض السلبيات التي تنتج عن استغلال مثل هذه الطاقة الإشعاعية، حيث تشوّه الصفائح النسيج العمراني ولهذا ينبغي أن نستغلّها خارج المدن. كما استبعدت المحاضرة إمكانية استغلال الرياح بمنطقة أدرار، نظرا للزوابع الرملية لأنّ الأجهزة لابدّ لها من صيانة وهذه الصيانة ترفع الكلفة حيث يكون ''الكيلو واط'' مرتفعا. وأشارت أيضا إلى إمكانية استغلال الحمامات المعدنية وهي حمامات ساخنة وسطحية مثل حمامي ''ريغة'' و''ملوان'' تنتج طاقة نظيفة. كما تكلّمت المحاضرة عن البراكين كمصدر للطاقة الجديدة يمكن استغلالها والمناطق الزلزالية والتي لنا فيها بعض الثروات المنجمية التي تصدر من المناطق الزلزالية.
الدكتورة شافية مطاوي أكّدت أنّ الجزائر تتوفّر على مصادر الطاقة المتجدّدة، ولها مشاريع واعدة في استغلالها حيث أنّ الدولة سطّرت مشاريع طويلة المدى، رغم أنّ الطاقة المتجدّدة ما تزال في مراحلها الأولى، فقد تمت المصادقة على برنامج في فيفري ,2011 وقد تمّ تقسيمه إلى مراحل إلى غاية 2030 فمرحلة 2011-2013 اعتبرتها مرحلة نموذجية، يتم الاستثمار فيها ما بين 2013-.2015 واعتبرت المحاضرة أنّ الجزائر لها إمكانيات واعدة في مجال الطاقات المتجدّدة لتوفّر مصادر هذه الطاقة من حيث المساحة الشاسعة، وتوفّر العنصر البشري الكفء والموقع الجيو- استراتيجي حيث تحوّلت الجزائر لتأخذ اهتماما من دول الاتحاد الأوربي وبالأخص اهتمام ألمانيا عبر مشروع ''ديز رتاك''، إضافة إلى المجهودات العلمية التي تقوم بها الجزائر في هذا المجال بمختلف الوسائل التي وضعتها الدولة الجزائرية بما فيها الجامعات والمراكز والوزارات المختصة.
المحاضرة العلمية التي حضرها بعض من جمهور ''الجاحظية'' الثقافي، تكون بادرة أخرى لترقية المستويات الثقافية وتنويعها للحقول العلمية الأخرى، لما تمتلكه الجزائر من قدرات فكرية وعلمية متنوّعة والتي تساهم في ترقية الفكر والمعرفة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)