الزوبعة المالية التي عصفت بالسوق الأمريكية وانتقلت عدواها بشكل هستيري إلى بقية الأسواق العالمية .جعلت بعض التصورات تتوقع دخول الاقتصاد العالمي في نفق مظلم من الركود تتبعه حالة من الكساد الاقتصادي طويل المدى .والتي يمكن أن تتحول إلى انهيار عالمي ،فالأزمة المالية التي يعيشها الاقتصاد العالمي تعتبر الأعنف والأخطر في تاريخ الأزمات المالية خاصة بعد عجز النظام الاقتصادي العالمي – الرأسمالية – عن احتواءها أو حتى التخفيف وبشكل سريع وفعال من انعكاساتها على إعتبار أن خطورتها مرتبطة بانطلاقها من إحدى دول قاطرة النمو في الاقتصاد العالمي وهي الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد استفحلت تداعياتها وبشكل سريع لتمتد إلى اقتصاديات جميع الدول وبنسب متفاوتة ،ومهما تعددت وتنوعت الإجراءات العالمية من خلال الخطط الإنقاذية لكنها اعتبرت كتخدير (مسكنا) للمخاض ولفترة معينة على اعتبار أن مسببات الانهيار تحتاج لتشخيص ومعالجة الجذور وبتر سبب الألم .
ولذلك قدمت هذه الورقة البحثية لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تعثر الرأسمالية أمام حجرات الأسواق المالية وسقوطها كليا على أرضية غير معبدة ومهينة لاحتواء مخاض الأسواق المالية وذلك حتى يسمح بإمكانية التنبؤ بالأزمات التي أصبحت دورية وبالتالي يسهل عملية إدارتها ولما لا إيجاد بدائل للرأسمالية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/12/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بن ثابت علي - مايا فتني
المصدر : مجلة الدراسات المالية والمحاسبية Volume 4, Numéro 1, Pages 155-168 2013-12-31