الأدب النسوي بين النشأة والتطور (الجزائر نمودجاً)

إن الكلام عن الأدب النسوي يسلمنا لا محالة إلى طرح ديداكتيكي قابل للتفسير والإجابة. ما المقصود بالأدب النسوي؟ متى ظهر الأدب النسوي ؟ ما هي مميزات الأدب النسوي ؟ أهو صوت للمرأة؟ أم أدب إنساني فني يجمع بين القضايا والمعاناة والنضال و بين الإحساس المرهف العميق؟
الاختلاف في المصطلح : منذ البداية والاختلاف قائم بين النقاد و الدارسين حول تحديد مفهوم الأدب النسوي وما المقصود به. وما أهمية وضع مصطلح جديد يضاف إلى قائمة المصطلحات. وذلك بالتأكيد راجع إلى تباين الرؤى و اختلافات زوايا النظر. فالبعض يتساءل : أهو ذلك الأدب الذي أنتجته أقلام نسائية بغض النظر عن موضوعاته ومضمونه؟ أم هو ذلك الأدب الذي يصدر عن "الأدبية" فيما يتعلق بقضايا المرأة وإبراز معاناتها ثم نضالاتها لإثبات وجودها وتحقيق مساواتها مع الرجل؟ أم الأدب الذي يخوض في قضايا المرأة حتى لو كان المنتج رجلا؟
سال حبر كثير حول مصطلح الأدب النسائي بين فريق يرفض تجنيس الأدب بحجة أنه مجرد كلام نواعم أو أدب الحريم أو ربما هو الأدب الناعم أو الكتابة المؤنثة، مسميات تحاول التنقيص من هذا الأدب، فبالغ آخرون وسموه أدبا هامشيا عكَس ما تعانيه المرأة من إقصاء وتهميش. أو هو أدب غير مثقف لأنه يصدر عن فطرة وسجية لا عن علم وثقافة. فهو في رأيهم، أدب جاء لمصارعة الأدب الرجالي أو الكتابة المذكرة. فإذا أطلقنا اسم أدب نسائي فحتما هناك أدب رجولي. وعليه لابد من إنشاء نقابات وأندية خاصة بالأدب النسائي وإنشاء قوانين وتصنيفات تعيدنا إلى نقطة الصفر للبحث عن مسميات جديدة. فهم يتفقون على ما جاء به البعض من تشبيه الأدب النسائي بالأدب الخليجي أو أدب المهاجَر تمهيداَ لتكريسه والإعتراف به؛ فهم يدعون إلى أنسنة الأدب و اعتباره نتاجا إنسانيا تشارك فيه المرأة
والرجل على حد سواء بغض النظر عن الجنس والموطن والقضايا.