الجزائر

"الأخطبوط الروسي" الذي فشل حراس النجوم في تحطيم أرقامه الأسطورية ليف ياشين




يجر الحديث عن منصب حراسة المرمى في رياضة كرة القدم، إلى ذكر أولئك الذين فرضوا احترام الغير لهذا النوع من الرياضيين بصمودهم الكبير والتحديات التي رفعوها في سماء الكرة العالمية منذ منتصف القرن الماضي، في ظرف زمني لم يكن يعترف سوى بسحر الكرة المستديرة من الذين صالوا وجالوا وأبهروا بتقنياتهم العالية وقدراتهم الخارقة في هز شباك الخصوم بالاستثمار في حسّهم التهديفي المنقطع النظير.ويعد “ليف إيفانوفيتش ياشين” الحارس الأسطوري ل “دينامو موسكو” والمنتخب الروسي واحدا من هؤلاء باعتراف “الفيفا” التي منحته لقب أحسن حارس مرمى في القرن الماضي عن جدارة واستحقاق سنة 1999, قياسا بصمود إنجازاته الأسطورية وأرقامه القياسية إلى يومنا هذا، تاركا مجموعة كبيرة من الحراس الممتازين تلهث وراء تحطيمها. ولعل أبرزهم القديس الاسباني للنادي الملكي ايكر كاسياس الذي فشل في الحفاظ على عذرية شباكه لأكثر من 231 مباراة رسمية مقابل 270 مباراة كاملة ل “الأخطبوط الأسود”.
ويبقى ياشين الحارس الوحيد الذي تمكّن من الظفر بلقب الكرة الذهبية إلى يومنا هذا وذلك في سنة 1963 أي بعد ثلاث سنوات من مساهمته الفعالة في إحراز المنتخب السوفياتي لبطولة أوروبا للأمم, كما يحتفظ “الطائر الروسي” بخاصية مميزة متمثلة في صده ل 150 ضربة جزاء طيلة مسيرته الكروية التي امتدت على مدار 22 سنة كاملة شارك خلالها في 812 مباراة رسمية وهو الرقم الذي فشل حتى العملاق “الأزوري” دينو زوف في الاقتراب منه.
وكان تفضيل ياشين للباس الأسود كزي رسمي له خلال المباريات الرسمية قد ربطه بالعديد من التسميات والألقاب التي تداولتها مختلف وسائل الإعلام العالمية آنذاك ك “الفهد الأسود”, “الأخطبوط الأسود” وحتى “العنكبوت الأسود” قياسا بخفته الكبيرة وبتقنياته العالية في التعامل مع المهاجمين في الأوقات الصعبة, وهي الخاصية التي ورثها النجم الفرنسي “فابيان بارتاز” الذي عمل لاحقا على ارتداء الزي الأسود تبركا وتخليدا لروح النجم الروسي المتوفي سنة 1990 إثر معاناة مع مرض سرطان الكبد والتي سبقها بتر إحدى ساقيه. ويعترف غالبية الحراس الكبار بفضل الأسطورة الروسية في الرفع من مستوى الحراس، وهو الذي يحسب له استعماله لقبضة اليدين في صد التسديدات القوية كتقنية جديدة خلال فترة نشاطه، إضافة إلى تضييقه لفرص النجاح أمام المهاجمين بلجوئه إلى غلق الزوايا في حال أي توغل هجومي عن طريق الأطراف للاعبي الخصوم مقابل جديته في التعامل مع القذفات الأرضية رقم طول قامته.وكان ملعب “لوجنيكي” بموسكو سنة 1971 شاهدا على عظمة العملاق الروسي باعتراف ال 100 ألف شخص الذين حضروا مباراته الاعتزالية والتي شارك فيها خيرة ما أنجبت الكرة آنذاك كالإنجليزي بوبي شارلتون والهداف الألماني غارد ميلر، أين ودع الأخطبوط محبيه بالدموع حسرة على مفارقة الكرة التي عانقها في سن ال 16 بإيعاز من مدرب دينامو موسكو للهوكي على الجليد “اركادي شيرنيشيف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)