الجزائر

الأخطاء الطبية .. شبح يطارد الجزائريين في قاعات العلاج



الأخطاء الطبية .. شبح يطارد الجزائريين في قاعات العلاج
انتشرت ظاهرة الأخطاء الطبية في الجزائر بكثرة وفي الآونة الأخيرة وأضحت على لسان كل مريض يدخل المستشفى سواء أكان عموميا أو خاصا، تسببت في معاناة الكثير من المرضى الذين أصبحت نظرتهم وآلامهم ومطالبهم واحدة قاسمهم المشترك أنهم ضحايا الأخطاء الطبية.كريم سعدالله / مروى رمضانيولأن معاناة ضحاياها كبيرة وخسائرها باهظة ووقوع خطأ واحد ما كان ليقع في قلب حياتهم رأسا على عقب تناولت "الحياة العربية" الموضوع الظاهرة. حيث أن أغلب قضايا الأخطاء الطبية تبقى طي الكتمان ويتم التعتيم عليها والتي يصل صداها إلى أروقة المحاكم يصبح الجلاد فيها ضحية بقدرة قادر... الحوامل يتصدرن قائمة الضحايايشكل نصيب الحوامل من الأخطاء الطبية الحظ الأوفر حيث كشفت إحصائيات أن أزيد من 5000 امرأة تموت سنويا و700 قابلة متابعة قضائيا حيث تتعرض المرأة إلى معاملة سيئة من قبل الممرضات والقابلات قبيل الولادة وأثناءها وبعدها. وتبقى العمليات القيصرية تشكل الخوف الأكبر لدى النساء لأنها الحالات التي تزداد فيها الأخطاء حدة، تروي السيدة حبيبة معاناتها قائلة "زرت إحدى العيادات الخاصة لوضع مولودتي الأولى لكن التعامل العنيف معي أثناء التوليد تسبب لي في تمزيق الرحم، وتواصل الإهمال حيث تركت على حالتي لساعات ولم تقدم لي أية إسعافات ما أدى إلى تعفن كلي للرحم ما استدعى التدخل الجراحي لاستئصاله".السيدة (م.ف) ذات ال 37 عاما فتقول "نقلني زوجي إلى المستشفى في الواحدة صباحا حيث كان الأطباء يغطون في نوم عميق وبعد وقت وبحث قامت إحدى الطبيبات بفحصي وطمأنتني أن جنيني بخير وعلي الانتظار إلى الصباح لأدخل غرفة العمليات لكن الصاعقة كانت عندما أخرجت المولود جثة هامدة لأنه اختنق بسبب أن وقت الولادة قد فات" تواصل السيدة الحديث عن معاناتها بمرارة "رفع زوجي قضية ضد المستشفى لكن من يستمع ومن يعاقب .. فالكل غائب"... من التهاب اللوزتين إلى الإعاقة الكاملةالتهاب اللوزتين قد يكون أبسط مرض يتعرض له أي إنسان صغيرا أو كبيرا وعملية استئصالهما ليست بالعسيرة وهذا بشهادة الأطباء أنفسهم لكن شيماء ذات الأربع سنوات تسببت لها عملية الاستئصال في عدم القدرة على الكلام وإعاقة دائمة لأنها وأثناء الجراحة تعرضت لنزيف حاد تطلب إدخالها لغرفة الإنعاش ثلاث مرات ثم غيبوبة دامت ثلاثة عشر يوما... زيادة في جرعة التخدير أدت إلى الوفاةتتطلب جرعة التخدير تدقيقا كبيرا حيث أن خطأ بسيطا يعرض حياة المريض للخطر وهذا ما وقع مع إحدى العائلات التي تقول عن مأساة فقد والدها نتيجة لزيادة جرعة التخدير سامية الابنة تقول "دخل والدي المستشفى لإجراء عملية جراحية للمرارة لكن خطأ طبي ارتكبه طبيب التخدير أدى إلى الوفاة وقد رفعنا قضية ضد الطبيب وهو يقضي عقوبته في السجن"... شهود على واقع مرسلمى رضيعة لم تتجاوز شهرها الرابع نقلتها عائلتها على جناح السرعة إلى المستشفى حيث كانت تعاني من الزكام وشخّص الطبيب الذي عاينها حالتها أنها تعاني من حمى ووضعت لها كمادات باردة لتخفيضها وفي أثناء مرور أحد الأطباء على المرضى عاين حالة الرضيعة سلمى وبدأ بالصراخ باحثا عن المسؤول عن وضع الضمادات الباردة إذ تبين أن الصغيرة تعاني من حمى باردة زادت البرودة التي خلفتها الكمادات في تأزم وضعها مما استدعى نقلها إلى مستشفى بني مسوس بالعاصمة لكنها لفظت أنفاسها في الطريق.من الأخطاء التي يقع فيها الطبيب وقد تودي بهلاك المريض هو الخطأ في التشخيص تقول أمينة "عانت أختي ذات ال24 ربيعا من ألم في أحد ثدييها وظهور كتلة صغيرة وقرر الطبيب المعالج إخضاعها للعلاج الكيمائي الذي أتى على نضارة شبابها وجعلها تعاني من هزال شديد ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى استئصال ثديها بداعي أن العلاج الكيمائي لم يأتي بنتيجة، نقلناها للعلاج في الخارج وبعد إخضاعها للفحوصات تبين أن الكتلة لم تكن ورما خبيثا ولا سرطانا وكان الطبيب بخطئه كان سببا في وفاة أختي"... الخطأ الطبي .. مسؤولية من ؟من المنطقي طرح سؤال من هو المسؤول عن وقوع الأخطاء الطبية وهل الطبيب يسعى لذلك أم يتفاداه ولئن كان الخطأ الطبي هو الفشل في إكمال الخطة العلاجية كما ينبغي فهذا يعني أن الطبيب ليس هو المسؤول الوحيد عن وقوع الخطأ بل يتحمله عدة أشخاص.يرى البعض أن الأطباء الجزائريين يصنفون على أنهم الأحسن في أي بلد يحلون به في الخارج بينما في الجزائر العكس، ويبرر المختصين الأمر بالظروف غير العادية التي يعمل فيها حيث يعمل لساعات متواصلة إلى جانب الإرهاق.واشتكى طبيب في قسم الاستعجالات في المستشفى الجامعي بالثنية بولاية بومرداس انه يعاني من الإرهاق بسبب العدد الهائل من المرضى الذين يقصدون المصلحة، وربط الأمر برفض أطباء العيادات والمستوصفات في مختلف بلديات الولاية علاج المرضى والاكتفاء بتحويلهم إلى قسم الاستعجالات دون ان يكلّفوا أنفسهم عناء التشخيص رغم ان معظم الحالات لا تتوفر فيها خاصية الاستعجال، مشيرا انه كلما زاد الضغط على الطبيب المعالج كلما ارتفعت نسبة احتمال وقوعه في الخطأ... عيادات التوليد .. هاجس الحوامليتفق أغلب النسوة أن أخطر المصالح الطبية في الجزائر هي عيادات التوليد وذلك بسبب نقص مرافق الاستقبال وقلة التجهيزات التي تساعد على تقديم خدمة أفضل للمريض. ويعرف عدد العمليات القيصرية ارتفاعا كبيرا في خضم ذلك يصبح الطبيب لا يفكر في نوعية الخدمة بل في توليد مئات الحالات التي تنتظره والأدهى من ذلك قلة أو غياب الوسائل وأبسط الأمور هو عدم توفر القفازات الطبية والمحلول المخدّر. وعليه فإن غياب الهياكل أو نقصها أو عدم فعاليتها الأثر البالغ على حياة المريض إيجابا أو سلبا. فتأخر وصول التحاليل أو اختلاطها خاصة في حالات الاستعجالات أو أخطاء في التواصل ونقل المعلومات أو فشل بالأجهزة كلها أخطاء الإدارة تسأل عنها.لكن القضايا التي وصلت إلى أروقة العدالة تبين أن الطبيب يتحجج بالأوضاع التي يعمل فيها والإدارة تتحجج بالاكتظاظ وضعف الوسائل وترمي بكل ثقلها على الطبيب في حين يبقى المريض هو الضحية وسط كل هذه الاتهامات.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)